الدورة الـ 17 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش ستخصص تكريما استثنائيا لأسطورة السينما العالمية روبير دي نيرو
ستعرف الدورة الـ17 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، التي ستقام خلال الفترة ما بين 30 نونبر و08 دجنبر 2018، منح النجمة الذهبية لروبير دي نيرو، تكريما له على مسيرته المذهلة، وفق ما أعلن المنظمون في بلاغ، مؤكدين مشاركة هذا الوجه الأسطوري للسينما العالمية في هذا المحفل السينمائي الكبير.
ويقول الممثل والمخرج والمنتج الأمريكي، في تصريح رسمي أورده البلاغ “رغم أنني زرت مراكش في كثير من المناسبات، فإني أحس أنني سأرى وجها آخر للمدينة هذه المرة. وجه كنت دائما أتوق إلى اكتشافه. أنا ممتن جدا لهذه الدعوة، وأتطلع بشوق إلى المشاركة في هذا المهرجان الكبير”.
وأضاف المنظمون أن حضور دنيرو، الذي يعتبر اليوم ضمن الأساطير الحية للسينما العالمية، يؤكد التقدير والثقة اللذين يكنهما للمملكة وللمهرجان الدولي للفيلم بمراكش.
ويعتبر روبير دي نيرو، بمسيرته الاستثنائية، واحدا من أكبر الممثلين في تاريخ السينما والأكثر شهرة في العالم، وذلك بفضل مشاركته في أفلام لأكبر المخرجين العالميين مثل مارتن سكورسيزي، وفرانسيس فورد كوبولا، وبراين دي بالما، وإليا كازان، وسيرجيو ليون، وبرناردو برتولوتشي، ومايكل تشيمينو، ومايكل مان، وكوينتين ترانتينو.
وراكم دي نيرو، الممثل والمخرج والمنتج، النجاحات والجوائز منذ بداياته في السينما عند نهاية الستينيات، حيث دشن مسيرته تحت إدارة المخرج براين دي بالما بدور رئيسي أثار الانتباه في فيلم “حفلة زواج” (ويدين بارتي) عام 1969. غير أن موهبته الكبيرة لن تطفو حقا على السطح سوى في “شوارع متوسطة” (مين ستريتس) (1973) لمارتن سكورسيزي.
ومنذ تلك السنة، أخذ روبير دي نيرو يراكم الأدوار الكبيرة والمؤثرة، وتحولت أفلامه إلى مراجع حقيقية في السينما العالمية. بل صار ملايين الأشخاص عبر العالم يحفظون مقاطع من حواراته كأقوال مأثورة.
وفي 1974، سيفوز بأوسكار أفضل دور ثان عن أدائه لشخصية “فيتو كارليون” في فيلم “العراب II” لفرانسيس فورد كوبولا. أما “سائق الطاكسي” لمارتن سكورسيزي (السعفة الذهبية سنة 1976) فسيدخله إلى نادي الكبار ويمكنه من الترشح مجددا للأوسكار.
وسيتكرر الأمر ذاته في 1979 مع “صائد الغزلان” (دو ديد انتير) لمايكل تشيمينو. كما سينال أوسكار جديد وجائزة “الغولدن غلوب” عن أدائه لدور بطل الملاكمة “جاك لا موطا” في “الثور الهائج” (رايجين بول) لمارتن سكورسيزي. ولتفانيه في عمله، لم يتردد في زيادة وزنه بـ30 كلغ حتى يكون مناسبا لهذا الدور.
وذكر البلاغ أنه “في بداية الثمانينيات، تم بذلك تكريس روبير دي نيرو، الذي لم يكن يبلغ الأربعين بعد، كواحد من أكبر الممثلين في العالم. ممثل بموهبة فريدة، وكاريزما استثنائية”.
ولمع نجم دي نيرو في أفلام أخرى لمخرجين طموحين مثل “1900” لبرناردو برتولوتشي، “حدث ذات مرة في أمريكا (وانس آبن أ تايم إن أمريكا)، لسيرجيو ليون، “برازيل” لتيري جيليام، و”مهمة” لرولان جوفي (السعفة الذهبية بـ”كان” عام 1986)، و”قبل ملاك” لآلان باركر، و”المنبوذون” (دو انتتوشابل) لبراين دي بالما، و”حرارة” (هيت) لمايكل مان، و”جاكي براون” لكونتين ترانتينو، و”العلاج بالسعادة” (هابنس تيرابي) لديفيد راسل، كما شارك في أفلام أخرى ذات شعبية واسعة من قبيل “مطاردة منتصف الليل” (ميدانيت رين) لمارتن بريست، و”مافيا بلوز” لهارولد راميس، أو ثلاثية “أنا وصهري”.
وبالموازاة مع مسيرته الغنية كممثل، يرأس روبير دي نيرو شركة “تريبيكا بروديكشنز” وهو من مؤسسي مهرجان تريبكا للفيلم بنيويورك. ساهم من خلال “تريبيكا بروديكشن”، في عدة مشاريع كمنتج ومخرج وممثل، وأول فيلم يخرجه دي نيرو هو “حدث مرة في البرونكس” (أ برونكس تال) في عام 1994، وكذلك فيلمه التالي “قضية دولة” (ريزون دي تا) بمشاركة الممثلين العالميين مات دامون وإنجلينا جولي (2007).
وفي 2009، حصل على المكافأة الشرفية لمركز كينيدي تكريما لمسيرته، وعلى جائزة “ستانلي كوبريك” من مؤسسة “بافتا بريتانيكا أواردز”. كما نال دي نيرو، أيضا، جائزة “سيسل بي ديميل” في الغولدن غلوب عام 2011، وكان رئيسا للجنة تحكيم الدورة الـ 64 لمهرجان “كان” العالمي.