الدار البيضاء – سطات .. تحالف ثلاثي لرفع التحديات التي تواجه الجهة
على غرار باقي جهات المملكة ، قرر التحالف الثلاثي بين أحزاب ، التجمع الوطني للأحرار ، والأصالة والمعاصرة ، والاستقلال ، العمل يدا في يد ، لمواجهة التحديات المطروحة على مستوى جهة الدار البيضاء – سطات ، بهدف تسريع وتيرة إنجاز المشاريع التنموية العالقة .
ووعيا من هذه الأحزاب ، بالأهمية الكبيرة التي تحظى بها الجهة، وثقلها الاقتصادي والديمغرافي ، فقد نسقت الأطراف الثلاثة جهودها على مستوى تشكيل المجلس الجماعي للدار البيضاء ، ومجلسي الجهة والعمالة ، لضمان تدبير فعال وتنسيق وثيق للعمل .
وأعربت الأحزاب المشكلة للتحالف ، عن رغبتها في تكريس التحالف المشكل على المستوى الوطني ، والذي جرى التنسيق بشأنه على المستوى المحلي أيضا .. والهدف ، يبقى برأي بعض المراقبين ، هو احترام اختيار الناخبين المغاربة وتعزيز الانسجام بين البرامج والأهداف التي حددتها الأحزاب الثلاثة في برامجها الانتخابية .
وفي هذا الصدد ، يؤكد المحلل السياسي خالد فتحي ، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء ، أن جهة الدار البيضاء – سطات عامة ، وعلى وجه الخصوص الحاضرة الاقتصادية مدينة الدار البيضاء ، ستمثل الاختبار الصعب لهذا التحالف الثلاثي ، لأنها في نظره مدينة ” تعاني من اختلالات تنموية كبرى من قبيل غياب الفضاءات الخضراء والازدحام المروري ومشكل السكن غير اللائق والتشوه العمراني وتنامي البطالة “، فضلا عن تداعيات وباء فيروس كورونا على الدينامية الاقتصادية للمدينة .
وحسب السيد فتحي ، فإن مدينة من حجم الدار البيضاء باتت تشهد منافسة شديدة من قبل المدن الناشئة الأخرى ، ولذلك ينبغي أن تشكل القطب الاقتصادي الأول بالقارة الإفريقية ، وهو ما يتعين على الهيئات المنتخبة بذل جهود جبارة لبلوغ ذلك ، إن تعلق الأمر بالتدبير الناجع والأمثل أو بالتنسيق والإصغاء لانتظارات المواطنين لإنقاذ هذه المدينة وتجاوز الركود الذي تعاني منه في السنوات الأخيرة .
وفيما يتعلق بنتائج اقتراع ثامن شتنبر الجاري ، شدد المحلل السياسي على أن تصويت الناخبين كان “انتقائيا” و”ذكيا” في جميع أنحاء التراب الوطني، ليس فقط لمعاقبة العدالة والتنمية، الحزب الذي قاد الأغلبية الحكومية لولايتين متتاليتين، ولكن لطي صفحة هذه المرحلة المهمة من التاريخ السياسي للمملكة.
وسجل أن الناخبين المغاربة راهنوا خلال هذه الانتخابات على التغيير الذي طال انتظاره برأيهم ، مستشهدا على سبيل المثال بمدينة الدار البيضاء ، التي ” فقدت ” خلال العهدة الانتدابية السابقة ألقها وجاذبيتها وحتى تنافسيتها الاقتصادية .
وأشار فتحي إلى أن الدار البيضاء تحتضن طبقة عمالية كبيرة ، وحينما صوتت فئات اجتماعية واسعة على مرشحي حزب العدالة والتنمية في الانتخابات السابقة ” لم تصوت على هذه الهيئة السياسية نظير الالتزام بإديولوجية الحزب ، ولكن لإعطاء الفرصة لهذا المكون السياسي لإيجاد حلول للمشاكل المزمنة التي تعاني منها المدينة “.
وأضاف أنه خلال استحقاقات ثامن شتنبر الجاري تغير الوضع ت، إذ ” أن أهالي الدار البيضاء لديهم عقلية براغماتية ، وعندما لم يلاحظوا أي تغيير ، فمن الواضح أنهم أداروا ظهورهم لحزب العدالة والتنمية “.
واعتبر أن ساكنة العاصمة الاقتصادية تحولت نحو الضفة الأخرى ، ووجهت أصواتها لفائدة الأصالة والمعاصرة والاستقلال الحزبين المعارضين ، ثم حزب التجمع الوطني للأحرار ، على الرغم من كونه من بين الائتلاف الحكومي المنتهية ولايته ، لأنه ، على حد قوله ، تميز وزراء هذا الحزب ، أثناء تفشي جائحة فيروس كورونا.
وتعكس جهة الدار البيضاء – سطات بالتالي صورة مصغرة للأغلبية الحكومية التي سيتم تشكيلها ، حيث سبق لرئيس الحكومة المعين السيد عزيز أخنوش ، أن أعلن أن تشكيلة الحكومة الجديدة ستتكون من ، حزب التجمع الوطني للأحرار ، وحزب الأصالة والمعاصرة ، وحزب الاستقلال .
وكان رئيس الحكومة المعين صرح في لقاء صحفي ، بحضور الأمينين العامين لحزبي الأصالة والمعاصرة والاستقلال ، السيدين عبد اللطيف وهبي ونزار بركة ، أن روح الالتزام التي تحلى بها الأمناء العامون للأحزاب الذين أجمعوا على دقة المرحلة ، مكنت من تشكيل الأغلبية الحكومية (269 مقعدا) في وقت وجيز حفاظا على الزمن السياسي والتنموي.