الجديدة تحتضن موسم مولاي عبد الله أمغار في الفترة من 5 إلى 12 غشت المقبل
الفاطمي :اللجنة المنظمة للموسم تدعو منظمة اليونسكو إلى إدراج موسم مولاي عبد الله أمغار ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي اللامادي
الجديدة : محمد عبد الله غلالي
تحت الرعاية الملكية السامية، بعدما كان وباء كوفيد 19 حجب النسختين السابقتين منه خلال 2020 و 2021 يعود الموسم السنوي مولاي عبدالله أمغار دفين حاضرة تيط ، إلى الانعقاد مجددا بين 5 و 12 من شهر غشت2022.
تحتضن جماعة مولاي عبد الله بمدينة الجديدة ، فعاليات موسم الولي الصالح مولاي عبد الله أمغار ،الذي يعد موعدا دينيا وثقافيا راسخا بحاضرة قبائل دكالة ومقصدا لحشود الزوار من كل مدن المملكة ومن خارجها .
ويتوقع أن تكون نسخة 2022 فضلا عن أنها نهاية مرحلة استثنائية أرخت بظلالها على
كل الأنشطة والمواعد الثقافية بالمملكة، لحظة هامة في عودة الحياة الطبيعية لأكبر
موسم على الصعيد الوطني ضارب في عمق التاريخ، بتراثه اللامادي المتنوع الذي يشكل
جزءا مشعا من الذاكرة الوطنية المشتركة.
ويشكل موسم هذه السنة حدثا من الأهمية بمكان، كونه المرتكز الأساسي المعول
عليه لخلق الانتعاشة الضرورية، في السياحة الداخلية بإقليم الجديدة الذي يتربع على عرش
» سياحة المواسم « .
إذ مما لاشك فيه أن غيابه لسنتين، أثر على الولع التاريخي الذي يربطه بكل قبائل دكالة
وبزواره من داخل المغرب وخارجه.
ولكن نسخة 2022 من دون شك مناسبة لترسيخ ذلك الولع، الذي أكسبته السنون مناعة
تاريخية فعلى امتداد أسبوع كامل يتجدد الموعد، مع أنشطة الفروسية التقليدية المزهوة
بتصنيفها تراثا لا ماديا من طرف منظمة الإسيسكو، وستكون المناسبة سانحة للخيالة
لحضور قياسي لاستنشاق رائحة البارود التي افتقدوها منذ مارس 2020 ، ويتوقع أن
يفوق عدد الفرسان سقف 2000 فارس في أكبر تجمع للفروسية ببلادنا ، مع ما يصاحب
ذلك من أنواع الفرجة والفولكلور الشعبي، الذي يضفي لمسة من الحماس قل لها نظير.
ولن يتخلف طبعا الشرفاء القواسم عن موسم الآباء والأجداد، بلوحاتهم الرائعة للصيد
بالصقور، الذي له امتدادات مشتركة مع قبائل عريقة بالمشرق العربي.
وكالعادة هناك مزاوجة بين أنشطة دينية من دروس وعظ وإرشاد، وتلاوة سلك القرآن
الكريم، تكريما الولي الصالح مولاي عبدالله أمغار العالم المجاهد في سبيل رب العالمين
وبين أنشطة فرجة وترويح عن نفوس خارجة لتوها، من الانعكاسات النفسية لمرحلة
الطوارئ الصحية التي فرضتها كورونا، في إطار سهرات مع ألمع نجوم الأغنية الشعبية
ويتوقع أن غياب سنتين سيقوي حظوظ نسخة هذه السنة في استقطاب عدد من الزوار
من المحتمل أن يتجاوزوا 2 مليون زائر، فضلا عن نصب ما يقارب 22 ألف خيمة، وهو ما
يخلق فعلا نشاطا اقتصاديا متميزا، يضخ نفسا قويا في حركة البيع والشراء وعديد من
المهن والحرف ويخلق فرص عمل كثيرة قبل وأثناء التئام الموسم.
هذا وقد دعت اللجنة المنظمة لموسم مولاي عبد الله أمغار ( الجديدة)، وبشكل رسمي، منظمة (اليونسكو) إلى إدراج موسم مولاي عبد الله أمغار ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي اللامادي.
والهدف من هذه العملية، حسب اللجنة، هو الحفاظ على هذا التراث وضمان استدامته ونقله إلى الأجيال القادمة.
وفي هذا الصدد، جدد مولاي المهدي الفاطمي باسم اللجنة المنظمة لهذا الموسم، دعوته لدعم عملية تسجيل هذا التظاهرة الثقافية الكبيرة ضمن قائمة التراث الإنساني اللامادي.
وفي هذا الصدد قال الفاطمي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء “بصفتي رئيس هذه الجماعة القروية، ورئيس اللجنة المنظمة للموسم المذكور، وعضو مجلس النواب ، أدعو منظمة اليونيسكو إلى التفضل بتسجيل موسم مولاي عبد الله أمغار ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي اللامادي الإنساني “.
وأضاف أنه ” من غير المعقول في الوقت الراهن أن مثل هذه التظاهرة الثقافية (…) لا يمكن أن يتمتع بهذا الاعتراف الدال للغاية من جانب منظمة اليونسكو”.
ولفت في هذا السياق إلى أن المراقبين ينظرون إلى هذا الموسم على أنه أحد أهم الأحداث من نوعها على المستوى الوطني، ” نظرا لوجود حوالي مليوني زائر مغربي وأجنبي كل عام، وحشده لأكثر من 110″ سربة ” تمثل أشهر القبائل في مجال التبوريدة، فضلا عن كونه أكبر تجمع للفرسان في المغرب بقرابة 2000 فارس.
ويتم تنظيم موسم مولاي عبد الله أمغار منذ سنوات طوال، كما يعتبر من بين أكبر التظاهرات الدينية والثقافية جاذبية وأغناها في المملكة.
وتحتفل قبائل دكالة بالموسم تخليدا لذكرى الوالي الصالح مولاي عبد الله أمغار في منطقة مولاي عبد الله القروية الواقعة بين الجديدة وسيدي بوزيد.
بفضل احتفالاته المتنوعة للغاية، والتي تتراوح بين الأنشطة الدينية والتراثية والفلكلورية في مختلف الفضاءات بالمنطقة ( أمسيات فنية شعبية / فن الحلقة وغيرها من الأنشطة الأخرى)، يضيف رئيس اللجنة المنظمة للموسم، فإن شهرة هذه التظاهرة تتجاوز حدود البلاد.
وتأتي مبادرة اللجنة المنظمة لموسم مولاي عبد الله أمغار بعد فترة وجيزة من دخول فن الفروسية المغربي ” التبوريدة” ضمن قائمة تراث اليونسكو.