اعتقال هولنديين متورطين في حادث مراكش… رجال الحموشي يبعثون برسائل قوية للمغاربة بأن لهم أمنا يحميهم
تمكنت أجهزة الأمن المغربي وفي ظرف قياسي من اعتقال هولنديين على صلة مباشرة بحادث إطلاق النار على مقهى بمراكش يوم الخميس الماضي، ما خلف قتيلا وجريحين، وهي العملية التي تؤكد من جديد وكالعادة الدور الريادي للأمن المغربي في تفكيك خيوط الجرائم المعقدة والوصول إلى الجناة بالسرعة المطلوبة.
ويبرهن اعتقال المتهمين في هذا الحادث الأليم الذي هز المدينة الحمراء، على أهمية المسار الذي انخرط فيه المغرب منذ سنوات والمتعلق أساسا بالتعاون الدولي في محاربة الجريمة والذي أعطى اليوم نتائجه وكشف عن مردودية طيبة ونجاعة في مجال محاربة الجريمة بمختلف أنواعها وأشكالها والتصدي للعصابات الإجرامية مهما بلغت خطورتها.
وساهمت علاقات المغرب المتميزة على المستوى الدولي لكونه يعد من أكبر مزودي عدد من الدول بعدد من المعلومات القيمة في إطار التعاون الاستخباراتي والأمني من الاستفادة بدوره من معلومات قيمة كشفت أن للمشتبه فیھما سوابق قضائیة عدیدة، وارتباط مباشر بقضایا الاتجار الدولي في المخدرات، والاختطاف واحتجاز الرھائن والمطالبة بفدیة مالیة، والسرقة بواسطة السلاح ومحاولة القتل العمد.
ولم يقف الأمر عند هذا إذ مازالت الأجهزة الأمنية المغربية تواصل تنسيقها في إطار التعاون الدولي لاعتقال المحرض الرئيسي على ارتكاب هذه الجريمة البشعة والذي تبین أنه یشكل موضوع أوامر دولیة بإلقاء القبض صادرة عن المملكة المغربیة لتورطه في الاتجار الدولي في المخدرات، ومبحوث عنه من طرف دولة أوروبیة لضلوعه في جریمة القتل العمد، كما یجري التحقق من تواجده حالیا بجمھوریة الدومینكان، والتي ینحدر منھا أحد المشتبه فیھما الأجنبیین الموقوفین في إطار ھذه القضیة.
وقدمت الأجهزة الأمنية المغربية من خلال سرعة التحرك والتدخل وتفكيك خيوط هذه الجريمة المعقدة أكبر دليل على خبرتها التي راكمتها عبر السنين في مجال محاربة الجريمة وأعطت رسائل وإشارات لطمأنة المغاربة بأن لهم أمنا يحميهم وبأن المغرب له رجالاته القادرون على حل أعقد الجرائم والوصول إلى الجناة في أي مكان في العالم.
وكتبت أجهزة الأمن من خلال توقيف المتهمين الاثنين في انتظار الباقي صفحة جديدة في تاريخها المشرف وكشفت بالحجة والدليل أنها قادرة على الضرب بقوة إذا مست حياة أي مغربي وعلى تجفيف منابع الجريمة على اختلاف أشكالها وأنواعها بما يضمن سلامة الوطن والمواطنين.
وأسفرت الأبحاث والتحریات المتواصلة التي تجریھا المصلحة الولائیة للشرطة القضائیة بمراكش والفرقة الوطنیة للشرطة القضائیة، بتنسیق مع مصالح المدیریة العامة لمراقبة التراب الوطني، تحت إشراف النیابة العامة المختصة، في قضیة القتل العمد باستخدام السلاح الناري، عن توقیف مواطنین ھولندیین، أحدھما ینحدر من جمھوریة الدومینكان والثاني من جمھوریة سورینام، وذلك للاشتباه في ضلوعھما في التنفیذ المادي لجریمة القتل العمد ومحاولة القتل التي استھدفت ثلاثة ضحایا بمقھى بالحي الشتوي بمراكش.
وذكر بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني، اليوم السبت، أن عملیة التنسیق المنجزة في إطار التعاون الأمني الدولي، أوضحت أن للمشتبه فیھما سوابق قضائیة عدیدة، وارتباط مباشر بقضایا الاتجار الدولي في المخدرات، والاختطاف واحتجاز الرھائن والمطالبة بفدیة مالیة، والسرقة بواسطة السلاح ومحاولة القتل العمد.
كما أكدت التحریات المیدانیة، يضيف البلاغ، بأنھما ولجا المغرب قبل أسبوع تقریبا، وكانا یقطنان بفندقین أحدھما یوجد في مقابل المقھى مسرح الجریمة، وأنھما رُصدا في أربع مناسبات داخل ھذا المحل العمومي وفي محیطه، فضلا على أن أحدھما حاول الفرار عند توقیفه من طرف مصالح الأمن الوطني.
وأضاف المصدر ذاته أن إجراءات عرض المشتبه فیھما على الشھود، بمن فیھم مالك المقھى والنادل وزبونین، سمحت بالتعرف علیھما انطلاقا من مجموعة من العلامات التشخیصیة التي تمیزھما، خصوصا ظفیرة الشعر والھیئة الجسمانیة، كما مكنت التحریات المیدانیة من رصد توقف السیارة التي كانا یؤجرانھا لأكثر من أربع ساعات بالقرب من مكان إضرام النار في الدراجة الناریة والسلاح المستخدم في الجریمة، قبل أن تتحرك من مكانھا بعد ارتكاب الجریمة بوقت وجیز، وھو المعطى الذي أكده شاھد عیان بعدما أوضح أنه رصد المشتبه فیھما بالقرب من مكان إضرام النار في وسائل تنفیذ الجریمة.
أما بخصوص عملیات التفتیش وتحلیل الآثار التكنولوجیة بحاسوب محمول في ملكیة أحد المشتبه فیھما، فقد أشار البلاغ إلى أنها مكنت من رصد اھتمامه بالأسلحة الناریة الفردیة، بحیث قام بعدة أبحاث وتقصیّات في شبكة الأنترنت على نوع محدد من الأسلحة الفردیة، وھو نفسه السلاح المستخدم في ملمترات. ارتكاب جریمة القتل بمدینة مراكش، وھو عبارة عن مسدس من نوع “كلوك” من عیار تسع.
وقد تم، حسب البلاغ، الاحتفاظ بالمشتبه فیھما الأجنبیین، البالغین من العمر 29 و24 سنة، تحت تدبیر الحراسة النظریة رھن إشارة البحث الذي تشرف علیه النیابة العامة المختصة، وذلك في انتظار التوصل بنتائج باقي الخبرات التقنیة والبیولوجیة والبالیستیكیة التي یباشرھا مختبر الشرطة العلمیة والتقنیة التابع للمدیریة العامة للأمن الوطني.
وأضاف المصدر نفسه أن إجراءات التنسیق الأمني الدولي لا زالت متواصلة لتوقیف المحرض الرئیسي على ارتكاب ھذه الجریمة، والذي تبین أنه یشكل موضوع أوامر دولیة بإلقاء القبض صادرة عن المملكة المغربیة لتورطه في الاتجار الدولي في المخدرات، ومبحوث عنه من طرف دولة أوروبیة لضلوعه في جریمة القتل العمد، كما یجري التحقق من تواجده حالیا بجمھوریة الدومینكان، والتي ینحدر منھا أحد المشتبه فیھما الأجنبیین الموقوفین في إطار ھذه القضیة.