استمرار الاحتجاجات على الشروط المجحفة للدعم الموجه للصحافة ودعوات لمراجعة الشروط
الزميلة بشرى بلعابد: مديرة نشر جريدة “جورنال أنفو”
في الوقت الذي يشجع فيه صاحب الجلالة على دعم ومساندة المقاولات الشابة “الصغرى والمتوسطة”، عبر برامج تحفيزية مهمة قام بها جلالته في أكثر من محطة، جاءت الحكومة الحالية في شخص السيد الوزير على قطاع الشباب والثقافة والاتصال، محمد المهدي بنسعيد، ليقبر تلك المقاولات في قطاع الصحافة، أصحابها شباب حاملي الماجيستير وخريجي كليات ومعاهد عليا للصحافة، مارسوا هذه المهنة عن حب وشغف، وأعطوا الشيء الكثير في هذا المجال، إلى أن قرروا بناء مقاولات بإمكانيات محدودة، بل وبادروا بتشغيل شباب آخرين خريجي معاهد وكليات، حققت تلك المقاولات حلمهم في ممارسة هذه المهنة بعدما أُغلقت في وجوهم أبواب أخرى.. تلك المقاولات التي تتكبد الآن عبء هذه المسؤولية، وكانت دائما تنتظر من السيد الوزير بصفته شابا سياسيا، استبعدت أن يقصي شبابا مثله، خاصة وأنه على علم بما يمر به هذا القطاع من صعوبات، وأن هذه المهنة على أبواب السكتة القلبية خاصة بعد أزمة كورونا، واستفحال ثقافة “البوز” التي أساءت إلى الصحافة المهنية، كما أساءت إلى صورة المغرب ككل.
ألا يعلم السيد الوزير، أن المقاولات التي تعمد إزالتها من لائحة المستفيدين من الدعم بعدما وضع أمامها شروطا تعجيزية داخل الجريدة الرسمية والتي تفرض على المقاولة الإعلامية رقم معاملات خيالية للحصول على الدعم، تعمل الآن على قدم وساق لأداء أجور العاملين بها رغم إمكانياتها المحدودة، ذلك أن أصحابها يبحثون عن شراكات ومداخيل من الإشهار لتسديد تلك الأجور، بمن فيها الضمان الاجتماعي.
ألا يعلم السيد الوزير أن هذه المقاولات، تستثمر من مالها الخاص لتشغيل العاطلين عن العمل داخل قطاع الصحافة، في وقت نجد فيه عددا مهما من الطلبة خريجي المعاهد يبحثون عن سوق الشغل ولا يجدون؟
أين هي حقوق هذه المقاولات الشابة، إذا كان الغرض على ما يبدو من الدعم الصادر في الجريدة الرسمية معنيا بـ”أصحاب الشكارة” و “المرفحين”، وليس موجها للمقاولات الصغرى والمتوسطة، وهو الذي قال بـ”عظمة لسانو” السيد الوزير، أن ” برامج ومشاريع وزارته تدخل ضمن الرؤية الملكية الحكيمة الرامية لجعل الشباب المغربي في قلب البرامج التنموية لبلادنا، كما أنها تعمل على تعزيز الثقة بين المواطنات والمواطنين خصوصا الشباب والمؤسسات عبر الآليات التي تشتغل بها الوزارة بهدف الإسهام في بناء الحلم المغربي لدى الجيل الجديد”.
ألا يعلم السيد الوزير أن تلك الفئة ليست بهشة ولا فقيرة، وإنما مقاولات اختارت أن تشق طريقها من مالها الخاص، ومن شراكات تجلب منها مداخيلها المحدودة لمواجهة مصاريف مؤسساتها الإعلامية، بمن فيها الضريبة والضمان الاجتماعي والأجور، وهي معطيات كفيلة باحترام هذه المقاولات وإدراجها ضمن قائمة المؤسسات المعنية بالدعم، الذي يبقى مفهومه ومعناه اللغوي مساندة ومساعدة مثل هذه الفئة، لا إقبار حقوقها و”تسمين” غيرها بما لا يجعل من توزيع الدعم أمرا عادلا.