3 نونبر 2024

إعصار إيرما يقترب من فلوريدا الأمريكية والسكان يهجرون المكان

إعصار إيرما يقترب من فلوريدا الأمريكية والسكان يهجرون المكان

(وكالات)

قام سكان فلوريدا بتدعيم منازلهم ومتاجرهم بالألواح الخشبية وأكياس الرمل قبل الانضمام إلى الأعداد الهائلة من الناس المغادرين الولاية الأمريكية استعدادا لوصول الإعصار إيرما إلى مناطقهم بعد أن اجتاح الكاريبي موقعا قتلى.

وبعد تسببه في مصرع 19 شخصا وتدمير آلاف المنازل في عدد من الجزر الكاريبية، بلغ الإعصار اليابسة في أرخبيل كاماغوي الكوبي عاصفة من الدرجة الخامسة القصوى.

ويقترب الإعصار من فلوريدا المجاورة (جنوب شرق الولايات المتحدة) محملا بعواصف بسرعة 260 كلم بالساعة، بحسب مركز الأعاصير الوطني الذي أضاف أن عين الإعصار تبعد حوالي 480 كلم جنوب شرق ميامي.

ووجه مسؤولو الإغاثة أوامر بالإخلاء الإلزامي لـ 5,6 ملايين من سكان فلوريدا مع اقتراب الإعصار.

وحذر حاكم فلوريدا ريك سكوت من أن إيرما ربما يكون أعنف من الإعصار أندرو الذي أودى بحياة 65 شخصا في 1992 منبها سكان الولاية وعددهم 20,6 مليون نسمة أن يكونوا على استعداد للإخلاء.

وقال الحاكم لشبكة “سي إن إن” التلفزيونية “على الناس أن يفهموا، إذا كنت في منطقة إخلاء يتعين أن تكون حذرا، عليك المغادرة فورا”. وأضاف “هذه عاصفة عنيفة أكبر من ولايتنا”.

وبدت السيارات مثل قافلة شبه متلاصقة ببعضها أثناء مغادرتها الولاية متجهة شمالا، على أسقفها فرش النوم وعبوات الغاز وألواح التزلج على الماء، بعد أن استجاب السكان للتحذيرات المتكررة بضرورة الإخلاء.

وقال مدير مركز الأعاصير بالإنابة إيد رابابورت “لا نعرف بعد ما إذا كان الوضع لا يمثل خطرا على الحياة للناس الذين لا يزالون في كيز”.

وإلى الشمال من كيز، في ميامي بيتش، اضطر أورلاندو رييس المسن الكوبي الأمريكي البالغ من العمر 82 عاما ويحتاج للمساعدة إلى إخلاء منزله.

وقال لوكالة الأنباء الفرنسية في مركز إيواء في ميامي “الأمر مخيف … اضطررنا إلى المغادرة دون سنت أو الاستحمام أو أخذ أي من مقتنياتنا”.

وحذر الرئيس دونالد ترامب سكان المناطق الواقعة في ممر إيرما من أنهم يواجهون خطرا “بحجم كبير جدا، ربما أكبر مما شهدناه على الإطلاق”.

وكتب على تويتر “كونوا بأمان وابتعدوا عن منطقة مروره، إذا أمكن”.

وأثناء اجتياحها منطقة الكاريبي، أودت العاصفة العنيفة بحياة 19 شخصا على الأقل وأوقعت دمارا هائلا في عدد من الجزر الصغيرة مثل سان بارتيلمي وسان مارتان، حيث دمرت 60 بالمئة من المنازل وتسببت بعمليات نهب، قبل أن تبلغ الجزر العذراء وبورتوريكو.

وقال أوليفييه توسان، أحد سكان سان بارتيليمي لوكالة الأنباء الفرنسية “المنازل مدمرة والمطار متوقف عن العمل وأعمدة الهاتف والكهرباء على الأرض”.

وأضاف “السيارات تطايرت ووصلت إلى المقابر. المراكب غارقة في الميناء والمتاجر دمرت”.

وقال البيت الأبيض إن ترامب “عرض تقديم المساعدة للحكومة الفرنسية خلال هذا الظرف المأساوي” في اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وفيما يتقدم الإعصار إيرما باتجاه فلوريدا يراقب خبراء الأرصاد إعصارين آخريين.

فالإعصار جوزيه الذي تقترب شدته من الدرجة الخامسة، يتقدم في مسار إيرما في الأطلسي، فيما وصل الإعصار كاتيا في ساعة متأخرة الجمعة اليابسة في شرق المكسيك بعد أن ضربها أعنف زلزال في قرن موقعا 61 قتيلا على الأقل وأكثر من 200 جريح.

ويؤدي الإعصار جوزيه إلى إعاقة عمليات الإغاثة في الكاريبي، حيث منعت حالة الطقس المتدهورة المراكب المحملة بمواد الإغاثة من الانطلاق والطائرات من الإقلاع.

وغادر نحو مليون شخص منازلهم في كوبا للجوء إلى أقارب أو مراكز ايواء حكومية.

وبدت مدينة ميامي الصاخبة عادة مقفرة ومتاجرها مدعمه بألواح الخشب، وكتب على بعضها عبارات مثل “لا لإيرما” و”لا نفزع منك يا إيرما”.

وقال ديفيد والاك (67 عاما) صاحب ناد للرقص “لا أحد يمكن أن يستعد لأمواج العاصفة، يمكن أن تدمر كل شيء”.

وكانت سيارات الشرطة تجوب الطرق الساحلية في وست بالم بيتش بولاية فلوريدا مطلقة مكبرات الصوت تقول “تحذير تحذير، هذه منطقة إخلاء الزامية، الرجاء إخلاؤها”.

ويتوقع أن يضرب إيرما فلوريدا كيز في ساعة متأخرة السبت والأحد قبل مواصلة طريقه إلى الداخل، بحسب مركز الأعاصير الوطني.

ويقوم الجيش الأمريكي بتعبئة آلاف الجنود ونشر العديد من السفن الكبيرة للمساعدة في عمليات الإجلاء والإغاثة الإنسانية، فيما نقل سلاح الجو عشرات الطائرات من جنوب الولايات المتحدة.

في الكاريبي، اقتلعت الرياح أسقف المباني وأطاحت بكتل إسمنت وسيارات وحتى بحاويات سفن.

وقتل شخصان على الأقل في بورتوريكو، وانقطعت الكهرباء عن أكثر من نصف عدد سكانها البالغ 3 ملايين، بعد أن فاضت الأنهر عن ضفافها في وسط وشمال الجزيرة.

وقتل أربعة أشخاص في الجزر العذراء وأصيب آخرون بجروح خطيرة ونقلوا جوا إلى بورتوريكو.

وقتل شخص في باربودا الصغيرة حيث دمر نحو 30 بالمائة من الممتلكات وتم إخلاء الجزيرة بأسرها.

وقالت فرنسا إن عشرة أشخاص على الأقل قتلوا في مناطقها في الكاريبي وأن سبعة آخرين مفقودين. وأصيب 112 شخصا بجروح اثنان منهم جراحهم خطيرة.

وفي الجزء الهولندي من سان مارتان، قتل شخصان.

وفي شمال غرب هايتي فقد شخص بعد أن حاول العبور بسيارته نهرا عائما فيما أغرقت المياه عددا من الطرق.

وسارعت الدول الأوروبية لمساعدة مواطنيها في الكاريبي، وأرسلت فرنسا وهولندا مئات العناصر من الشرطة لوقف عمليات نهب وسط نقص المواد الغذائية والماء والبنزين.

وقالت الحكومة الفرنسية إنها ستنشر 400 شرطي في سان مارتان بعد عمليات نهب، وحيث فقد معظم السكان البالغ عددهم 80 ألفا منازلهم.

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *