2 نونبر 2024

أين الموظفين أصحاب المعركة ؟

أين الموظفين أصحاب المعركة ؟

اليزيد البركة

عادة وفي وسط التقدميين واليساريين والديمقراطيين أحزابا وجمعيات ونقابات نكون شديدين على بعضنا البعض في نقد الأخطاء من أجل تقويم الإعوجاج ويصل النقد إلى درجات مختلفة من الحدة والغضب . لكن في نقد أخطاء أو نقد حركة ما اتجاه معركة تجري ولها أطوارها وتفاعلاتها وتتطلب المزيد من التعبئة والمزيد تصحيح الأخطاء ، لا أرى نهائيا كيف يمكن تسليط النقد الجارح على الطرف القريب منا على أنه هو الفاعل الأصلي في تمرير الطرح الحكومي في البرلمان حول التقاعد.

إذا قلنا أن الحكومة والدولة والأغلبية البرلمانية هي صاحبة المشروع بكل ما يحمله من أهداف خاصة منها أن يؤدي الموظفون أخطاء غيرهم في أزمة الصندوق إذا كانت هناك أصلا أزمة ، لا أرى أي معنى للهجوم الفظ على الطرف الذي عارض المشروع من بدايته وخلق لأصحاب المشروع عدة مصاعب لتمريره ودعا إلى وقفات لم يستجب لها الموظفون بل ارتاحوا في منازلهم وانتظروا من النقابات التي يغلب في تنظيماتها العمال والعاملات أن يجلبوا لهم الانتصار. والبعض من الموظفين ينتظر من الأحزاب اليسارية أن تعلنها ثورة من الآن لكي يتراجع أصحاب المشروع عن مشروعهم . على الأقل شئ من الموضوعية وشئ من الحزم في مواجهة المخططات الاقتصادية والاجتماعية والقانونية التي تهدد المجتمع وكفى من هدم الصفوف حتى ولو كانت صفوفا لا تريد إلا إصلاحا وعدالة . كان على الموظفين أن يكونوا في الصفوف الأمامية حريصين على حقوقهم من أن تمس أما وقد أعطى الكثير منهم ظهورهم للضربات اعتقادا ربما أنهم سيربحون من تحت الطاولة ، فكان على الصغار أخذ الريادة فلا معركة يمكن أن تربح بدون أصحابها حتى في النقابات لقد مضى الزمن الذي كانت فيه الوظيفة العمومية منظمة نقابيا بما يتجاوز 80% في ذلك الوقت ما كان يمكن تمرير مثل هذا القانون والمثل إضراب وزارة الخارجية في 1960 أما الآن وقد تعددت جمعيات ونوادي وتنسيقيات …. الموظفين كل يبحث عن طريقة للتودد والتزلف والتقرب فإن النتيجة هي أن أي ذئب ولو كان هرما وضعيفا فيمكنه أن يشرذم الغنم إلى شذر مذر.

لكن أنا أخاف أن التدين والايديولوجيا الدينية هي التي أعمت الكثير من الناس كي يصبوا جام غضبهم على من يحتج ويصيح ويتركوا السارق لينجوا بفعلته . إن الحكومة متدثرة بالدين وبلحى وأحيانا بسبحات وتتواجد باستمرار في المسجد وجباههم تدل على الاعتكاف ، قد يكون التماثل الوجداني يدفع الكثير لكي يسكت عن الظلم، ويدفع الكثير إلى أنصر أخاك ظالما أو مظلوما ، ويدفع الكثير لكي يلوي عنق الوقائع ليصبح الضحية مكان الجلاد . لا يستسيغ عقله أن من يحكم يستعمل الدين في تمرير سياسة لا شعبية.

أما من انطلق في العركة أو أي معركة من منطلقات ذاتية خاصة به كأن يدحر في يوم من الأيام من مسؤولية نقابية أو أن يرفض له تفرغ أو خدمة أو شئ ذي طبيعة ذاتية ويرفعون سيوفهم في إبان المعارك زرعا للإحباط عند التعبئة وزرعا للتخوين عند الفشل في معركة أقول لمثل هؤلاء كفى إن طريق علي وعلى أعدائي أقل ما يقال عنها أنها تصب في خانة من يريد الشر بهذا الوطن.

 

 

 

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *