10 فبراير 2025

أليانز المغرب تختتم بنجاح النسخة الثانية من ندوة الشركاء

أليانز المغرب تختتم بنجاح النسخة الثانية من ندوة الشركاء

اختتمت أليانز المغرب بنجاح النسخة الثانية من ندوة الشركاء، التي نُظمت في مراكش من 31 يناير إلى 1 فبراير 2025.

تحت شعار «التحديات الاقتصادية الجديدة في عصر التعددية القطبية: فرص للمغرب»، سلطت هذه الندوة الضوء على التحولات الجارية والديناميات الناشئة والآفاق الواعدة للمغرب، بالإضافة إلى تحديد الرافعات التي يمكن لقطاع التأمين تفعيلها لمواكبة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمغرب بشكل فعال.

إطار للتفكير الاستراتيجي

صرح السيد عبد الرحيم دبيش، المدير العام التنفيذي لشركة أليانز المغرب، قائلا: لقد جمع هذا الحدث متحدثين بارزين إلى جانب عدد من صناع القرار الاقتصادي والمؤسساتي، قاسمهم المشترك هو قناعة راسخة بقدرة بلدنا على المرونة والازدهار. لقد كانت فرصة فريدة لتعميق تفكيرنا حول التحديات العالمية، واستنتاج توجهات استراتيجية لتعزيز الدور المحوري لبلدنا كرابط بين أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط.”

وقد افتتح السيد دومينيك دو فيلبان، رئيس وزراء فرنسا سابقا، أشغال الندوة من خلال تقديم تحليل معمّق حول الديناميات الجيو-اقتصادية الحالية. ومكّنت رؤيته المستنيرة بشأن التحولات العالمية، إلى جانب ارتباطه الوثيق بالمغرب، من تقديم مفاتيح فهم قيّمة للحضور.

بالنسبة للمعايير التي تجعل من بلد وجهة جذابة لاستقبال الاستثمارات، صرّح دومينيك دو فيلبان قائلًا:
“إن القدرة على إحياء “العلامة الوطنية” وترويجها تشكل ميزة حاسمة، حيث تمزج بين الأبعاد التاريخية والثقافية والجغرافية والمؤسسية وريادة الأعمال، مع إعطائها معنى وقيمة. وهذا هو النهج الذي يتبعه المغرب بالفعل”.

وأشار إلى أن المغرب يُعد قطبًا سياحيًا رئيسيًا، يمكنه الاعتماد على الجاذبية الاستثنائية لوجهته، إلى جانب استراتيجيته في تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى.

وعقب هذا العرض، جرت مناقشة مفتوحة أدارتها السيدة نادية هاشمي علوي، أستاذة باحثة في الجامعة الدولية بالرباط، بمشاركة السيد سعيد إبراهيمي، المدير العام للقطب المالي للدار البيضاء Casablanca Finance City، والسيد عبد الرحيم دبيش، بحضور السيد دومينيك دو فيلبان. وكونت هذه المناقشة فرصة للتفكير الجماعي حول التحولات الاقتصادية العالمية والسبل الممكنة للتعامل معها.

وفي هذا السياق، صرّح السيد سعيد إبراهيمي قائلا: ” ولد القطب المالي للدار البيضاء من رؤية واضحة: بناء مغرب منخرط في تنمية مشتركة ونهضة متبادلة مع إفريقيا. من المهم خلق بيئة تستقطب رؤوس الأموال للاستثمار في القارة، لا سيما في القطاعات الاستراتيجية مثل البنية التحتية للنقل والربط الإقليمي، التي تعد ضرورية لتعزيز التكامل الإفريقي.”

من جانبه، وجه المدير العام التنفيذي لشركة أليانز المغرب النقاش حول آفاق قطاع التأمين في عالم يشهد تحولات متسارعة، موضحًا أن: ” التطورات في المخاطر المرتبطة بالتحولات الكبرى تعيد تعريف حدود تدخل قطاع التأمين. يتمثل التحدي الرئيسي في تحقيق توازن يضمن الحفاظ على مبدأ التضامن والتكافل، وهو عنصر أساسي لتعزيز قدرة المجتمعات على الصمود في مواجهة التحديات الناشئة.”

واقتداءً بنموذج مؤتمرات الأطراف (COP) التي تؤطر الجهود العالمية لمكافحة التغيرات المناخية، دعا السيد عبد الرحيم دبيش إلى إنشاء هيئة مماثلة مخصصة لتوحيد المعايير والإشراف على التحولات التكنولوجية. ولمواجهة التحديات المتزايدة التي تفرضها الطفرات التكنولوجية الناشئة، مثل الذكاء الاصطناعي والمخاطر السيبرانية، والبيانات الضخمة، وغيرها، يمكن لمثل هذه الهيئة أن تساهم في وضع معايير دولية موحدة، خاصة من حيث الأخلاقيات، وذلك بهدف توجيه هذه التطورات والحد من المخاطر الناجمة عنها.

تحفيز إشعاع المغرب بشكل مستدام

تم تخصيص الجزء الثاني من الجلسة العامة ليوم 31 يناير لمناقشة رافعات من شأنها تعزيز إشعاع المغرب على الساحة الدولية بشكل مستدام.

وأكدت السيدة نزهة الصقلي، رئيسة مركز التفكير “أوال حوريات”   ووزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن السابقة، على أهمية الإصلاحات الاجتماعية والتمكين الاقتصادي للنساء لتحقيق تنمية مستدامة وشاملة.   وقالت في هذا الصدد: “لا يمكن تحقيق الإمكانات الكاملة دون تعزيز حقوق النساء والمساواة، خاصة في ظل إصلاح مدونة الأسرة. وهذا يشمل بالأساس: الولوج إلى سوق الشغل، المساواة في الأجور، تمثيلية النساء في المناصب القيادية، الحق في التعليم، إلى جانب تمثيلهن في البرلمان والمناصب الوزارية.”

من جانبه، شدد السيد مانكور ندياي، وزير الشؤون الخارجية والسنغاليين بالخارج السابق، على أهمية الاندماج الإقليمي والشراكات الاستراتيجية كوسيلة لتعزيز مكانة إفريقيا في عالم متعدد الأقطاب. وصرح قائلاً: “إن المغرب، بفضل الرؤية المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وبدبلوماسيته الاستباقية، إلى جانب ما يتمتع به من مؤهلات طبيعية وموقع جيوستراتيجي فريد، يملك فرصًا استثنائية لمواجهة التحديات التي يفرضها عصر التعددية القطبية.”

وسلط السيد فوزي الصقلي، دكتور الأنثروبولوجيا والإثنولوجيا وعلوم الأديان، الضوء على الهوية الروحية والحوار بين الثقافات باعتبارهما من أهم مقومات قوة المغرب في عالم متغير. وقال في هذا السياق: “من خلال هويته المتعددة وترسخه الروحي العميق، كان المغرب دائمًا فاعلًا أساسيًا في الحوار بين الحضارات. واليوم، تشكل هذه الخبرة المتجذرة للبلاد رافعة قوية لبناء نموذج تعاون قائم على التنوع والتعددية الثقافية.”

من جانبه، وضح السيد معاد حجي، المنسق العام للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، كيف يمثل كأس العالم 2030 فرصة استراتيجية لتعزيز الجاذبية الاقتصادية والريادة الرياضية للمغرب.

وقال في هذا الصدد: “إنها رافعة حقيقية للتنمية في المغرب، حيث سيكون لها تأثير مباشر على البنية التحتية والنقل، وقطاع السياحة، وغيرها. وفي إطار الرؤية المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، نحمل هذا المشروع باسم قارتنا، بهدف تعزيز الاندماج الإقليمي ووضع إفريقيا في موقع رئيسي ضمن المشهد الرياضي العالمي.”

تجربة في قلب الفن والعلوم

على هامش الحدث، كرّمت أليانز المغرب الفنان التشكيلي إلياس سلفاتي، الذي مثل معرضه “الشجرة التي تخفي الغابة امتدادًا لموضوع الندوة. وعلق السيد عبد الرحيم دبيش، المدير العام التنفيذي لشركة أليانز المغرب: الشجرة ترمز إلى التحولات الاقتصادية العالمية المرئية، بينما الغابة تمثل النظام المعقد الذي يتعين علينا استكشافه بعمق لفهم الديناميات العالمية بشكل كامل.”

وفي ختام هذه الفعالية، استضافت أليانز المغرب الفيزيائي نسيم حرمين، مؤسس الاتحاد الدولي للفضاء، الذي قدم لأول مرة في المغرب محاضرة حول الروابط بين الفيزياء، وعلم الكونيات وعلوم الأعصاب.

سياق متميز في مرحلة محورية

على مدى الـ 25 عامًا الماضية، شهد المغرب تحولًا عميقًا، مستمدًا ديناميته من الرؤية المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.

وقد انعكست هذه الدينامية في إصلاحات جوهرية، مثل تعميم التأمين الصحي، وإصلاح أنظمة التقاعد والتقدم في مجال التعليم، وإصلاح مدونة الأسرة لتعزيز مكانة المرأة.

بالتوازي مع ذلك، شهد المغرب تطوير بنياته التحتية – الموانئ والطرق، والصناعة – إلى جانب نجاح قطاعات استراتيجية مثل: الطاقات المتجددة وصناعة السيارات وصناعة الطيران والسياحة.

يمنح هذا التطور للمملكة هوية فريدة، إلى جانب غنى التراث الثقافي للمغرب الممتد عبر أكثر من 12 قرنًا.

واليوم، من خلال دوره كمنظم لكأس العالم 2030، يعزز المغرب مكانته على الساحة الدولية، مما يعكس قدرته على تسريع نموه وتعزيز إشعاعه العالمي.

تعقد هذه الندوة في لحظة حاسمة يجد خلالها بلدنا نفسه عند مفترق طرق تاريخي، مستعدًا لاغتنام فرص غير مسبوقة. يتوجب علينا التعبئة الكاملة لدعم هذه الدينامية والمساهمة في بناء مغرب أكثر إشعاعا وتطورا وتوجهًا نحو المستقبل، يؤكد المدير العام التنفيذي لشركة أليانز المغرب.

وتنخرط أليانز المغرب بالكامل في هذه الدينامية. مع نهاية 2024، سجلت الشركة نموًا إجماليًا بنسبة 26% (أي أكثر من 5 مرات متوسط نمو السوق   خلال السنوات الخمس الأخيرة من 2018  إلى 2023)، محققةً 18%  نموًا في فرع التأمينات  على غير الحياة و77% في فرع التأمين على الحياة.

بموجب السنة المالية المنصرمة، تستعد أليانز المغرب لتقديم معدلات إعادة تقييم صافية من بين الأعلى في السوق للمؤمَّنين المستفيدين من حلول التقاعد أو الادخار، تصل إلى3.60%  صافية.

وتجدر الإشارة إلى أن أليانز المغرب حصلت مؤخرًا على شهادة NM ISO 9001 – 2015 لفائدة إدارة تعويضات أضرار السيارات المادية، مما يُبرز قدرة الشركة على الاعتماد والحفاظ على أعلى معايير الجودة في تقديم الخدمات.