أشباه المثقفين الذين يلهثون وراء المال الأجنبي لضرب الوطن
ندير العبدي
مغاربة العالم هم مواطنون أوفياء لوطنهم ولثوابت البلاد ومدافعين عن المقدسات وفي مقدمتها الصحراء المغربية.
مغاربة العالم هم الدراع الأيمن للمغرب في السراء والضراء. وهو ما جعل الدولة المغربية تعترف بكل هذه الخدمات رغم أن الدفاع عن الوطن وثوابته ومقدساته هو واجب دستوري وديني مادام أن “حب الأوطان من الايمان “. ولذلك فنحن نعرف أن مغاربة العالم لا ينتظرون لا جزاءا و لا شكورا نظير كل تلك الاعمال النبيلة.
لكن ما يعكر صفو هذا التماهي بين الوطن وأبنائه في الخارج، هو خروج بعض “أشباه” المناضلين و “أشباه” الوطنيين من مغاربة العالم يطالبون “العوض” أو مقابل مادي أو امتيازات.
نعرف أن هذا لم يعد سرا، و أن أغلب مغاربة العالم على عِلْم بأشخاص من مغاربة المهجر يسترزقون بمآسيهم ويتظاهرون بالدفاع عن حقوقهم. فهم يبكون مع الموتى ومشاكل الدفن، و” يُكَشْكِشُون” من أجل المشاركة السياسية، وينذبون الحظ العاثر لكل من نُهِب عقاره بالمغرب وغير ذلك من المشاكل التي يعرفها الجميع.
مغاربة العالم يعرفون أيضا أن العديد من “مُنتحلي” شرف الدفاع عن حقوق المهاجرين هم تارة من النسيج الجمعوي وأخرى من الاعلام وثالثة ببذلة الحقوقي وغيرها. وهم بهذا يدنسون كل تلك الصفات والاعمال الجليلة.
لكن السيد (م.ز)، المهاجر المغربي/الهولندي حقق سبقا لم يسبقه فيه أحد، فقد ادعى وبدون خجل أنه رئيس الفيدرالية الدولية للدفاع عن حقوق الانسان. بل حتى هذا الاسم، فقد اختاره مكرا حتى يختلط مع الفدرالية الدولية لحقوق الانسان والتي مقرها بباريس ويسرق بذلك بعضا من بريقها واشعاعها الدولي. و رغم ذلك فقد اقترب عُمْر تلك الفيدرالية/الشبح من السنة أي مند دجنبر 2019.
ومنذ ذلك التاريخ لم نرى لا اجتماعات مع المكتب ولا تقارير ولا دراسات. فقط السيد “م. ز”، ودون سواه من أجهزة الفيدرالية الدولية/الشبح، في خرجات إعلامية يتيمية، لكنها وضعته في مكانه وحجمه الحقيقييْن.
فبفضل تلك الخرجات الإعلامية عرفنا أن “الحقوقي الدولي اللامع” يجهل العديد من المفاهيم والمصطلحات والمراكز القانونية، وكثيرا ما “تخلطو ليه لعرارم” وتكلم عن اختصاصات مجلس حقوق الانسان المغربي بعلاقته مع اختصاصات مجلس النواب التشريعية. و جعل القُطر الجزائري الشقيق ضمن خريطة الشرق الأوسط. كما أصدر أوامره أكثر من مرة للنيابة العامة المغربية. وخص رئيسها ببعض التوجيهات.
أما المضحك في حكاية الفيدرالية. فهو توقيعه لرسالة إحتجاج إلى الرئيس الأمريكي ترامب يستنكر فيها مقتل المواطن جورج فلويد. لكن رغبته المستعجلة للرقص فوق جثة فلويد جعلت الرسالة تفتقر للعديد من الابجديات الأولية، فالرسالة تحمل تاريخ 9 يونيو مع أن يوم مقتل فلويد هو 25 مايو مما يجعله متأخرا بمدة 15يوم. و هي مدة طويلة مقارنة مع اندلاع مسيرات التضامن مع جورج، كما أن الرسالة لا تحمل شعار الفيدرالية مما يجعلها غير مقبولة شكلا. كما انها لا تذكر تاريخ وفاة السيد جورج مما يفقدها طابع الدقة، اما اللغة فحدث و لا حرج. حقا إن لم تستحي فقل ما تشاء.
وضع “م.ز” نفسه في خانة “ظاهرة صوتية” يبتز بها بعض المؤسسات المغربية طلبا لامتيازات معينة. ومدعيا الدفاع عن مغاربة العالم. و كل رصيده النضالي هو انه مهاجر و انه من منطقة “الحي المحمدي” بالدار البيضاء. هذا مع وجود علامات استفهام كبيرة حول مستواه الدراسي و اسهاماته الفكرية. و كذا نوع الخدمات التي قدمها لبعض الأجهزة الأمنية كما يقول هو في كل كواليسه، خاصة مع وجود العنصر النسوي.
لا نريد أن نلعب لعبة الاخلاق وكشف المغامرات الغرامية للسيد “م ز”. بل سنحترم كل ما قدمه للمغرب ولو بقلبه وذلك أضعف الايمان. لكننا ندق له ناقوس الخطر بان لا يلعب لُعبة “طيور الظلام” لانها تحترق بضوء الحقيقة. وهو الضوء الذي يكشف مستواه في الوشاية وخلق العداوات وخاصة “التحكم عن بعد” في مهاجر بايطاليا بجعله أمام المدفع في حين يبقى هو في مأمن خلف الستار.
المهاجر المسكين بايطاليا يعتقد ان السيد م.ز “واصل مزيان” و له علاقات خارقة و أنه ماسك ملفات قوية تمكنه من إحراج وإبتزاز بعض المسؤولين. مما جعلهما معا في مستنقع من الوحل. فحتى لو قُدر لهما الخروج من الوحل، فستبقى آثار الوحل والطين ترسم خطواتهما في الخطيئة اتجاه مغاربة العالم واتجاه الوطن.