أزمور : بين جرح السرعتين وجرس الأمل لا للبكاء على الأطلال

كتب : سعيد الفارسي
شهدت دار الصانع-أزمور صباح يوم السبت 13شتنبر 2025 حدثا غير مسبوق تمثل في احتضانها لمائدة مستديرة حملت العنوان التالي:”من ذاكرة حية إلى نهضة مجالية “والتي نظمتها جمعية دكالة بشراكة مع رابطة المجتمع المدني بازمور والنواحي بحضور عامل إقليم الجديدة السيد امحمد عطفاوي، حيث تحول اللقاء إلى محطة فارقة لإعادة طرح سؤال التنمية والعدالة المجالية بمدينة تختزن تاريخا غنيا، لكنها تعيش واقعا صعبا.
كلمة عامل الاقليم شكلت لحظة فارقة في هذا اللقاء اذ وجه نداء قويا ومباشرا “كفانا جميعا من البكاءعلى الأطلال “مؤكدا أن ازمور قادرة على استعادة مكانتها إذا ما استثمرت في امكانياتها البشرية ومؤهلاتها الطبيعية، وذكر بموروثها التاريخي والثقافي بدء ب”استيبانيكو”الذي وصفه بـ”كريستوف كولومب الإفريقي “مرورا بصفحات المقاومة ضد الاحتلال البرتغالي وصولا إلى الطرز الازموري الفريد وابداعها الفني والتشكيلي وما تحمله من إشعاع قوي في مجال فن الملحون.
كلمات العامل بثت جرعة أمل في الحضور النوعي الذي ملئت به القاعة، واعادت الثقة في ان أزمور قادرة على التحول من مدينة محاصرة بالمشاكل إلى فضاء واعد بالفرص.
غير ان التحدي الأكبر يظل قائما وهو ما عبرت عنه
النقاشات والمداخلات:
توسيع المدار الحضري لرفع الحصار الترابي المضروب على المدينة منذ عقود
رد الاعتبار للمدينة العتيقة بما تختزنه من هوية وروح.
حل معضلة مصب نهر ام الربيع التي تحولت إلى كابوس بيئي وتنموي
ثم جعل الموروث الثقافي والتاريخي قاعدة صلبة لنهضة اقتصادية وسياحية مستدامة
هذا النقاش وهذا التداول لا ينفصل عن المرجعية الملكية التي وضعت أزمور قلب الذاكرة الوطنية، فقد خص المغفور له الراحل الحسن الثاني رحمه الله المدينة بالذكر في خطابه أمام المهندسين المعماريين بمراكش خلال ثمانينيات القرن الماضي، مؤكدا في الوقت ذاته ما تزخر به ازمور من معمار تاريخي ونهر وموقع ساحلي استثنائي واليوم يعيد جلالة الملك محمد السادس نصره الله وايده في خطابه الأخير بمناسبة عيد العرش المجيد ان المغرب يسير بسرعتين، وان اللحظة تقتضي جيلا جديدا من البرامج التنموية يقوم على تمثين الخصوصيات المحلية وتكريس الجهوية المتقدمة وتحقيق العدالة المجالية.
ازمور اليوم هي التجسيد الواقعي لهذه السرعتين مدينة غنية بتاريخها واشعاعها لكنها تعيش على هامش المشاريع الكبرى.
ومع ذلك، فان مداخلة عامل الاقليم حملت رسالة تفاؤل واضحة:لامجال للاستسلام ولا وقت للبكاء على الأطلال. انها لحظة للتفكير الجماعي، ولتظافر جهود الدولة والمجتمع المدني والساكنة من أجل تحويل أزمور من نموذج للفوارق المجالية إلى قصة نجاح جديد في مسار النهضة المغربية.
وتجدر الإشارة بأن اللقاء الجمعوي الهام عرف حضورا نوعيا وضيوف وازنين من امثال:
السيد خالد سفير والي سابق لمدينة الدارالبيضاء ،السيد إدريس بنهيمة الذي تقلد عدة مناصب عليا من بينها مدير عام للخطوط الجوية الملكية المغربية والسيد “بوشعيب ارميلي المدير العام للأمن الوطني والسيد “إدريس التولالي “المدير العام السابق لمديرية الجماعات المحلية والسيد عبد الرحيم الحافظي المدير العام السابق للمكتب الوطني للماء والكهرباء إضافة إلى شخصيات أخرى من عمداء ومهندسين واطباء