أثرياء المغرب.. أسرارهم وهواياتهم
يصعب على مُحبّي الكسل أن يعملوا بالقرب من أنس الصفريوي، صاحب مجموعة «الضّحى»، فهذا الملياردير يبدأ العمل في الساعة الثامنة صباحا ولا يتوقف إلا في ساعات متقدّمة من صباح اليوم الموالي.. لهذا لا يستغرب العاملون معه
عندما تصلهم رسائل إلكترونية على «الإميل» تدعوهم إلى اجتماع رسميّ في حدود الساعة الحادية عشرة ليلا أو في منتصف الليل، مثلا.. ويمنعه عشقه للعمل حتى من أخذ قسط وافٍ من العطل السنوية خلال العام الواحد، فأنس الصفريوي لا يمتع نفسَه إلا بعطلتين سنويتين كل عام، الأولى من أجل أداء مناسك العمرة والثانية، ومدتها 7 أيام، يمنحها لنفسه خلال نهاية السنة، في الغالب.
وبخصوص الهوايات، فإنّ الصفريوي يعشق التحف الفنية واللوحات التشكيلية، التي يقوم باقتنائها بشكل مُستمرّ، وهي الهواية التي أصبحت مفضلة لدى بعض رجال الأعمال والسياسيين المغاربة، يعشق الصفريوي، أيضا، التزحلق على الجليد، كما يجب التنقل بطائرته الخاصة في الغالب. ولا يقف عشق الصفريوي للرياضة عند هذا، بل كان في السابق يهوى رياضات فنون الحرب، بل حصل، في سنّ مبكرة، على أحد الكؤوس في رياضة «الكراتي».
صحيحٌ أن أنس الصفريوي يدين بالكثير لأبيه، عبد السلام الصفريوي، أحد رجال الأعمال الذين برزوا عقب استقلال البلاد، والذي أسّس -بمعية أخيه عبد الصمد- الشركة الوحيدة التي تستغلّ الغاسول إلى اليوم في المغرب، بموجب عقد حصريّ وقعته مع وزارة الداخلية، كان يتم تجديده كل عشر سنوات، إلا أنّ دور الابن بدا بارزا بعد ذلك في تنمية ثروته الشخصية، بعد أن احتلّ أنس الصفريوي المرتبة الثالثة بين أثرياء المغرب، في تصنيف مجلة «فوربس» الأمريكية، لأغنياء العالم، بثروة تقدر ب1.3 مليارات دولار.
تأهّب الصفريوي سنة 1987 لخوض غمار قطاع جديد وتجريب حظه في الإنعاش العقاري.. وكانت أول «ضربة كبيرة» حققها في نشاطه الجديد عندما اقتنى قطعة أرضية ب30 مليون درهم ليبيعها بثلاثة أضعاف ثمنها، لهذا يَعتبر الكثيرون ممن يعرفون الرجل أنه تمكن من بناء ثروته الضخمة انطلاقا من اشتغاله في مجال العقار. وخلال سنة 1995، طرح الحسن الثاني مشروع إحداث «200 ألف سكن اجتماعي»، وكان الصفريوي من أكبر المُتحمّسين للمشروع، وأطلق اسم «الضحى» على مشاريعه العقارية، حيث أقبل المغاربة بكثرة على شققه السكنية، بعد أن «سحرتهم» العبارة الإشهارية الشهيرة «الشّرا بثمن الكْرا».. التي استلهمها من عنوان كتاب كان معروضا في واجهة مكتبة في شارع «شون إيليزي» في باريس..
وفي سنة 2006 حقق الصفريوي رقمَ معاملات كبيراً جدا، حين قرّر طرح 35 في المائة من أسهم شركة «الضحى» في البورصة لبيعها للعموم، إذ بيع السهم الواحد بحوالي 580 درهما، ودرّت هذه العملية ما يقارب 2.7 مليار درهم، وما زال المضاربون في البورصة يتذكرون جلسة 26 نونبر 2006، بعد أن «تهاطلت الأوامر بالشّراء كالمطر على الوسطاء الماليين، عقب تسرّب أخبار بشأن إطلاق مجموعة الضحى مشروعا ضخما بشراكة مع مستثمرين أجانب، وبذلك أقفل السهم جلسة ذلك اليوم محققا حجمَ تداولات تجاوز مليار درهم».. وفق رواية أحد المهندسين الماليين. غداة ذلك، فوجئ الجميع وهم يُشاهدون على القناة الأولى مراسيمَ توقيع أنس الصفريوي في الرباط، بحضور الملك، اتفاقية تهمّ مشروع استثمار بغلاف 11 مليار درهم!..
تحقيق سامي المودني نشر بالاتفاق معه