وتستمر عقدة المغرب… عوض النظر للخراب بالجزائر جريدة العصابة الحاكمة تنشر الإفك
في الوقت الذي تواجه فيه الجارة الجزائر مشاكل بالجملة خصوصا مع تفشي فيروس كورونا وصلت حد بلوغ أزمة اقتصادية غير مسبوقة في تاريخ البلاد، بالإضافة لاختناق داخلي ينبأ بسخط شعبي أشد وطأة مما عرفته الجارة بعد صعود “رئيس” عن طريق انتخابات وصفها الجزائريات والجزائريون بالمزورة وضدا على إرادة الحراك الشعبي الذي عرفته الجزائر وكذلك مع المحاولات الترقيعية لاستدراك “أزمة الشرعية”، التي يعاني منها الرئيس عبد المجيد تبون، بفعل ضعف مشاركة المواطنين في انتخابات نهاية العام الماضي، التي أوصلته إلى “الحكم”، خلفا لعبد العزيز بوتفليقة نجد جريدة تابعة للعصابة الحاكمة تنشر الإفك حول المغرب.
يصف الكثير من المراقبين اليوم المناخ الداخلي الجزائري بالمشحون ويعتبرون بأن تفشي فيروس كورونا هناك عرى هشاشة الواقع وكشف عن مساحات كبيرة من الفقر في بلد الغاز والبترول، ولكن وعوض أن ينكب العسكر الحاكم على إيجاد مخرجات لما يواجهه الجزائريون من فقر وفاقة وإنقاذ البلاد من موت سريري لجأ إلى “الوصفة المجربة”، وهي افتعال مواجهات “دونكيشوطية”، وهمية مع المغرب والتطاول على المملكة ورموزها ومقدساتها وحشر أنف حكام قصر المرادية في الشأن المغربي والحديث عن وجود “أزمة” بالمغرب نتيجة وباء كورونا أزمة لا توجد في الحقيقة سوى في مخيلة الجيش المريضة.
واعتبر المراقبون أنفسهم أن “المقال” الصادر بالموقع الإلكتروني لجريدة “النهار الجزائرية”، بتاريخ الأحد 12 أبريل 2020، وفي عز أزمة عالمية بسبب فيروس كورونا والذي يدعي زورا ويورد معطيات غير صحيحة عن المغرب وصلت حد الوقاحة يعطي فعلا وصفا دقيقا عن تفكير العصابة الحاكمة بالجزائر، ويكشف كيف أن جريدة المخابرات هاته ومعها من يوجهها من خلف الستار أغبى من أن تصدق، متسائلين عن كيف يتحدث إعلام العار هذا عن وجود أزمة اقتصادية بالمغرب علما أن أقوى وأعظم دول العالم تعاني اليوم اقتصاديا، بل إن الاقتصاد العالمي كله ينهار تدريجيا وعوض هذا وذاك ينظر الإعلام الجزائري بسوء ومن منطلق العقدة المغربية الحاضرة دوما لدولة جار مواردها محدودة ومع ذلك تفوق الجزائر بسنوات ضوئية من حيث الانجاز.
واستغرب المراقبون أيضا لهذا المقال الخبيث بجريدة “النهار”، رغم علمها علم اليقين بأن الملك محمد السادس، اختار الانحياز لشعبه والتضحية بالاقتصاد في المقابل، في مواجهة هذا الوباء العالمي ويكفيه فخرا أن حكمته وسياسته في تدبير أزمة كورونا استأثرت باهتمام كبريات الصحف العالمية ولن ينقص من شموخه وحب وتقدير شعبه لجلالته “مقال” رخيص كالصادر بصحافة الرصيف هاته.
وذهب المراقبون بعيدا حد القول أنه في الوقت الذي قدم فيه المغرب دعما ماليا للأسر المتضررة من جائحة كورونا وقفت الجزائر تستجدي المساعدات من الاتحاد الأوروبي، بل ولم تتخذ حكومة الجيران أية إجراءات جدية كتخصيص إعانات مالية لأصحاب الدخل اليومي وهو ما قد يرفع من درجة الاحتقان والمواجهة مع الجهات الرسمية، بحكم أن هذه الفئة ستكون مضطرة للخروج للبحث عن قوت يومها وإعالة عائلاتها في وقت تحرك ملك المغرب على أكثر من صعيد لتأمين المعيش اليومي لأبناء وبنات شعبه واتخذ إجراءات استباقية على عدة مستويات للتخفيف من حدة الأزمة الناتجة عن كورونا، بينما لم يجد رئيس الجزائر عبد المجيد تبون، سوى المراوغة في محاولة لكسب الوقت قبل حدوث “الانفجار الاجتماعي”، واكتفى بقول لا يسمن ولا يغني الجزائريين من جوع “أتعهد بالتكفل بأصحاب الدخل اليومي وغير المؤمنين اجتماعيا، وهذا عهد مني”، دون أن يقوم بأي إجراء له آثر يذكر ويجنبه والبلاد العاصفة في ظل حراك شعبي أسبوعي لم يوقفه سوى الوباء وسيستأنف حسب التوقعات بشكل أكثر حدة في الشهور المقبلة ولربما تكون هذه الأزمة الاقتصادية شرارة جديدة له.
وكشف المراقبون ذواتهم كيف فضح مقال لجريدة “يورو نيوز”، الأوروبية الذائعة الصيت عبر بوابتها الإلكترونية ما تحاول الجزائر إخفاءه اليوم بل ومثل كل مرة عبر محاولة تصدير أزمتها الداخلية الخانقة نحو المغرب وصرف انتباه الجزائريين أساسا عن ما يقع بالداخل وعن السكتة القلبية التي تواجه الاقتصاد الجزائري إذ جاء بالمقال الصادر بتاريخ 11 أبريل 2020، “إذا كانت هناك دولة يجب أن تقلق من انخفاض أسعار النفط، فهي الجزائر التي يعتمد اقتصادها بشكل شبه كلي على مداخيل النفط وهي بذلك ضحية لحرب الأسعار”، مضيفا “اعتمدت الجزائر في انجاز ميزانيتها على سعر 60 دولارا للبرميل، ومن ثم توقع قانون المالية لسنة 2020 نموا بنحو 1.8 بالمائة. ولكن مع 30 دولارا للبرميل اليوم وأسعار متقلبة، صار التوازن المالي للجزائر في خطر إذ تمثل مداخيل صادرات المحروقات أكثر من 90 بالمائة من الإيرادات الخارجية للدولة”.
وعرج المراقبون على مقال آخر ورد بوكالة الأنباء الفرنسية، المعروفة اختصارا بـ (أ ف ب)، الأحد 12 أبريل 2020، “من الوهم، في السياق الحالي وفي غياب الثقة الشعبية تجاه الرئيس الجزائري والحكومة، أن تنجح في القضاء على الأزمة التي بدأت فعلا آثارها الاجتماعية والاقتصادية تظهر”.
وتناول المراقبون بتفصيل جملة من المشاكل التي تعرفها الجزائر اليوم في حين يدير المغرب “أزمة كورونا”، بحكمة واقتدار ووفق إمكانيات البلد، ولعل أخطرها الاعتقالات والمحاكمات الواسعة للحقوقيين والصحافيين وكل معارض للسياسات الداخلية لحكام قصر المرادية بل وتصفية الحسابات باستغلال خبيث للأزمة الصحية رغم توقف الحراك هناك بفعل إرادة النشطاء مراعاة للطارئ الصحي.
وتداول المراقبون كذلك ما أعلن عنه وزير الصحة في الجارة الجزائر عن استيراد كميات كبيرة من المعدات ومستلزمات الوقاية من كورونا من الصين، عبارة عن كمامات طبية، وأجهزة للتنفس الاصطناعي، والأدوية وغيرها رغم أن المغرب الذي قالت عنه جريدة العصابة الحاكمة أي “النهار”، يوجد في أزمة تمكن في ظرف وجيز من تصنيع كمامات طبية بسواعد أبناء وبنات البلد ورفع الإنتاج من مليونين إلى 5 ملايين كمامة طبية يوميا وقد يفكر بعد تحقيق الاكتفاء الذاتي للوطن بالتصدير، كما اخترع أبناءه أجهزة للتنفس الاصطناعي مغربية الصنع مائة بالمائة ومعدات للتعقيم وكل ما يمكن أن يخدم الطب في هذه الظروف، ولا مجال للتشفي هنا بذكر أن الجزائر تتصدر قائمة الدول العربية من حيث عدد الوفيات بفيروس كورونا، إلى جانب المنظومة الصحية الفاشلة هناك سواء في احتواء الفيروس أو غيرها من الخدمات الطبية فمن الذي يوجد في أزمة حقيقية إذن؟.
وأكد المراقبون ارتباطا بالوضع في الجزائر بأنه كان على الجارة أن تنكب على مشاكلها وأن تستمع لنبض الشارع الجزائري المأزوم وأن تقوم بجولة بسيطة عبر “فايسبوك”، لترى كيف يصب الجزائريون والجزائريات غضبهم في ظل الحجر الصحي على شركة الاتصالات الوحيدة في البلاد وعن صبيب الأنترنت الضعيف الذي تسوقه للناس هناك والذي حولوه لسخرية يتهامسون حولها فيما بينهم بمرارة وعن الانقطاعات المتكررة للماء والكهرباء ونقص السلع والمواد الغذائية وعن سرقة الشعب ومدخرات البلاد من طرف العصابة الحاكمة وتربية كيان هجين إسمه “البوليساريو”، فإن كان المرض نحى بوتفليقة لكن نظام الحكم بقي هو نفسه إن لم نقل زاد الطغيان، الذي لا يمكن إلا أن يعيد إنتاج الفشل والفساد والاستبداد المدعوم من قبل منظومة إعلامية تمارس الدعاية ونشر الأخبار الكاذبة.
ويرى المراقبون أن ملك المغرب أكد في أكثر من مناسبة وخطاب أن يد المملكة ممدودة نحو الجزائر لكن عقيدة النظام الجزائري واستمراره في خلق العراقيل والقلاقل والفتن والتدخل في الشؤون الداخلية للمغرب يكشف في كل مرة العقيدة الراسخة للعسكر الجزائري و”عقدة أوديب”، تجاه المغرب، ولعل خير توصيف للحال ما جاء في المثل الذي ينطبق حصرا على الجزائر بالأمس واليوم وغدا وفي أي وقت “من يزرع الشوك يجني الجراح”.