هَبَّة عالمية لـ«منع أفريقيا من الانهيار بسبب عدم قدرتها على تمويل مشاريع التنمية»
«نحن لا نموت بسبب الديون، لكننا نموت لعدم القدرة على الاستدانة»، مقولة للروائي الفرنسي لويس فرديناند سيلين، استشهد بها موقع «إذاعة فرنسا الدولية» للدلالة على الأزمة التي تعيشها الكثير من دول أفريقيا في ظل معاناتها مع ارتفاع المديونية وتهديدها بعدم القدرة على اقتراض المزيد من الأموال لتنفيذ مشاريع التنمية داخلها.
وأكدت المجلة أن القمة التي عقدت في باريس الثلاثاء تحت شعار «تمويل الاقتصادات الأفريقية» جاءت بهدف «منع أفريقيا من الانهيار بسبب عدم قدرتها على تمويل مشاريع التنمية»، وبحثت الآليات التي ينبغي أن تسمح للدول الأفريقية بتمويل التعافي بعد جائحة كورونا دون زيادة عبء الديون.
50 مليار دولار
وأثناء المؤتمر الدولي لدعم السودان، عشية القمة، وافقت دول أعضاء في صندوق النقد الدولي على تسوية متأخرات السودان للصندوق، مزيلة بذلك عقبة أخيرة أمام حصول البلد على تخفيف أوسع نطاقاً لديون خارجية لا تقل عن 50 مليار دولار.
3.3 مليار دولار
وقال وزير الدولة خليفة شاهين المرر، الذي ترأس وفد الإمارات في المؤتمر والقمة، إن دولة الإمارات قدمت للسودان دعماً قدره 3.3 مليار دولار خلال السنوات الخمس الماضية، لافتاً إلى أنها التزمت عام 2019 بتقديم 1.5 مليار دولار تحت إدارة صندوق أبوظبي للتنمية، إلى جانب إيداع 250 مليون دولار في بنك السودان المركزي.
وذكر أنه في إطار جهود الاستجابة لخطط مواجهة ومكافحة جائحة كوفيد-19 أرسلت دولة الإمارات 100 طن من الإمدادات الطبية والمعدات وأجهزة اختبار PCR إلى السودان، فضلاً عن إنشاء مستشفى ميداني كامل التجهيز في شرق دارفور، إلى جانب دعم مشاريع التنمية والانتعاش الاقتصادي، كما قدمت دولة الإمارات للسودان الشقيق 533 طناً من مختلف مواد الإغاثة خلال الفيضانات الأخيرة ونحو 7.7 مليون دولار استجابة عاجلة لدعم الحكومة في احتواء موجة النزوح من إقليم تيغراي إلى مناطق شرق السودان.
وقالت السعودية، ثالث أكبر دائن للسودان بدَينٍ يبلغ 4.6 مليار دولار، إنها ستضغط بقوة من أجل اتفاق موسع بشأن الدين لمساعدة الخرطوم على النهوض باقتصادها.
30 زعيماً
وخلال القمة التي قادها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وحضرها ممثلو أكثر من 30 دولة أفريقية وغربية وعربية، أجرت دول القارة محادثات مع رؤساء منظمات دولية حول كيفية إنعاش اقتصاد القارة، الذي تضرر بشدة جراء جائحة كورونا.
وقال الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي، الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي «هذه فرصة عظيمة لأفريقيا، الوباء تسبب في إفقار اقتصاداتنا أكثر، اضطررنا لاستخدام كل الوسائل التي كانت لدينا، وهي قليلة، لمكافحة المرض».
1 مليار دولار
وخلال القمة، قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إن المملكة ستواصل دعم الدول الأفريقية للمساعدة في تعافيها من تداعيات جائحة كوفيد-19 على اقتصاداتها، باستثمارات وقروض قيمتها حوالي مليار دولار هذا العام.
وأوضح الأمير محمد بن سلمان في كلمة عبر الاتصال المرئي أن صندوق الثروة السيادية بالمملكة، صندوق الاستثمارات العامة، استثمر حوالي 4 مليارات دولار في الطاقة والتعدين والاتصالات والغذاء وقطاعات أخرى في أفريقيا وسيواصل البحث عن فرص في قطاعات أخرى في القارة.
285 مليار دولار
ووضعت القمة بشأن أفريقيا خطة استجابة ترتكز على تلبية احتياجات التمويل لدعم التعافي السريع والمستدام والشامل إضافة إلى دعم خطط نمو طويلة الأمد مبنية على أنشطة القطاع الخاص وريادة الأعمال وتمويل مشاريع البنية التحتية عالية الجودة، لتحقيق النمو المنشود.
وقال ماكرون الثلاثاء إن الاحتياجات التمويلية للقارة تقدر بنحو 285 مليار دولار بحلول عام 2025.
23 مليار دولار
وكان صندوق النقد الدولي قد خصص حزمة بقيمة 23 مليار دولار لبلدان منطقة أفريقيا جنوب الصحراء، التي انكمشت اقتصاداتها بنسبة 1.9% عام 2020.
ومن ناحية أخرى، أكد الإعلان الختامي الصادر عن قمة باريس السعي إلى تخصيص المزيد من لقاحات كورونا لأفريقيا، فضلاً عن بناء القدرات المحلية اللازمة لتوزيع اللقاحات، ودعم التزامات السوق المتقدمة وتسهيل التجارة، وتعزيز النمو والوظائف.
وتعهدت الدول المشاركة في القمة بتعزيز أنظمة الحماية الصحية والاجتماعية ومؤسسات التعليم والتدريب في القارة الأفريقية باعتبارها عوامل رئيسية لزيادة الإنتاجية وضمان المرونة الاقتصادية.