هل أدى عزوف الشباب عن التصويت… إلى فوز العدالة والتنمية !!؟
أميمة البصري (كاتبة صحفية)
كـ”شابة مغربية” متتبعة للمشهد السياسي الوطني وكذا الصراعات الخانقة بين الأحزاب، كانت لدي جرعة عالية من اليقين، أن حزب “البيجيدي” سيخسر الانتخابات التشريعية نظرا لما عايشناه طيلة الخمس سنوات السابقة… لكن للواقع رأي آخر.
صدارة “البيجيدي” في السابع من أكتوبر كانت صدمة للعديد من المتتبعين السياسيين وكذا الناشطين، لكن السؤال المطروح هل الشعب المغربي كان راضيا على وضعه طيلة الخمس السنوات الماضية؟
تصدر حزب العدالة والتنمية يعطيه فرصة ثانية لتقلد مسؤولية تكوين حكومة جديدة مما يعني أن المواطن المغربي في تمام الرضى على الأوضاع الراهنة للبلاد، ومنذ مجيء هذه الحكومة والمغرب يحقق مكاسب على مستوى التنمية بكل أصنافها حسب منطق الصناديق المفرزة عشية السابع من أكتوبر.
الجو العام خلال الحملة الانتخابية وكذا ما قبلها، كان هناك سخط عام ظاهر من خلال مواقع التواصل الاجتماعي من خلال شعارات و”هاشتاج” وكذا الفاعلين في الميدان الاقتصادي والاجتماعي والمجال السياسي، على الأداء الحكومي، بالطبع عدم الرضى هذا يذهب في اتجاه الحزب الذي يقود الحكومة، كل التوقعات كانت تعطي الصدارة لأحزاب غير مشاركة في التجربة الممتدة إلى غاية تاريخ إجراء الانتخابات، باعتبار أن الناخبين سيعاقبون الحزب الحاكم بتحويل أصواتهم إلى أحزاب المعارضة وعلى رأسها حزب “البام”.
مفاجئة الموسم لم تكن منتظرة، حتى الأخصائيين منهم على المستوى الرسمي واللذين كانوا يتوقعون ربما عكس هذا، لكن إنقلب السحر على الساحر، حيث أن الحزب الذي كان هدف العقاب الانتخابي، حقق ما لم يحققه قبل خمس سنوات من الآن.
هل العقاب نزل فقط على الحواريين لحزب “البيجيدي” وخصوصا منهم الأحرار والتقدم والاشتراكية، حيث شكل العقاب الانتخابي أو “العزوف” بصفة عامة لدى كل طبقات الشعب المغربي وخصوصا فئة الشباب عاملا في هذه النتيجة، ولماذا تأثرت شعبية هذه الأحزاب المشكلة للتحالف الحكومي السابق ولم تتأثر نتائج حزب العدالة والتنمية !؟.
“اش عند المواطن ما يدير قدام البيجيدي ” هكذا بدا الحال من خلال ردود أفعال الساخطين و العازفين عن التصويت، بينما كان هدف “العزوف” فشل الحكومة “البيجيدية”، انقلبت الموازين و تم تحقيق ما لم يتوقعه المتتبع السياسي، الشئ الذي أكدته وزارة الداخلية صبيحة الثامن من أكتوبر.
43 في المائة كانت نسبة المشاركة من مجموع المسجلين ناهيك عن الغير المسجلين، حيث حصد حزب “البيجيدي” 125 مقعد بخلاف حزب “البام” الذي سجل 102 مقعد، نتائج غير متوقعة، نظرا لما كان يروج من انتقادات داخل المجتمع و كذا العالم الافتراضي.
من البذيهي أن يخلص المتتبع لمواقع التواصل الاجتماعي قبل إعلان النتائج أن حزب “البام” من سيحتل الصدارة، لكن ربما سخط المواطن المغربي لعب ضده مما جعله يخسر الرهان.
لكن يبقى السؤال المطروح هل حزب العدالة والتنمية سيتعلم من أخطاء الولاية الأولى أم سيبقى الحال على ما هو عليه و المواطن المغربي “ليه الله” ؟