من بيونوس أيريس عبد المومني: المغرب وضع التغطية الصحية في صلب أولويات مخطط التنمية المستدامة
أكد رئيس المجلس الإداري للتعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية، عبد المولى عبد المومني، ببوينوس أيريس، أن المغرب وضع التغطية الصحية في صلب أولويات مخطط التنمية المستدامة.
وقال عبد المومني، في كلمة له خلال لقاء حول “التعاون جنوب-جنوب، إجابة شاملة لتحديات التنمية” نظم في إطار المنتدى القاري التاسع للتعاضد الذي ينعقد بالعاصمة الأرجنتينية يومي 25 و 26 أبريل الجاري، إنه “طبقا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، فقد وضع المغرب التغطية الصحية في صلب أولويات مخطط التنمية المستدامة”، مبرزا أن المملكة قد اتخذت خطوات مهمة لتحسين الولوج إلى الرعاية الصحية لفائدة جميع المواطنين. و ذكر في هذا السياق بأن قطاع التعاضد في المغرب عرف منذ إحداثه أوائل القرن العشرين إنشاء أول تعاضدية سنة 1919 و إحداث الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي سنة 1948 كفيدرالية للتعاضد تتكفل برعاية المرضى من بين أمور أخرى، مبرزا أن هذا النظام يتم تمويله من خلال مساهمات المنخرطين فقط. و أضاف أنه من أجل توسيع نطاق الحماية الاجتماعية، أطلقت المملكة في 18 غشت 2005 التأمين الصحي الإجباري الذي يضم نظامين وهما النظام الإجباري الذي يشمل الموظفين و الأجراء والمتقاعدين و الطلبة و أصحاب المهن الحرة، و نظام المساعدة الطبية (راميد)، الذي يهم الفئات الأكثر هشاشة وذوي الدخل المحدود.
و بحسب عبد المومني، الذي يتولى أيضا منصب رئيس الاتحاد الإفريقي للتعاضد، فإن مشروع قانون التأمين الصحي الإجباري، الخاص بالمهنيين و أصحاب المهن الحرة، يهم 11 مليون شخص ما يمثل 30 بالمائة من الساكنة، بالإضافة إلى 9 ملايين شخص يستفيدون من نظام المساعدة الطبية (راميد) منذ سنة 2012 و 300 ألف طالب ومهاجر يشملهم أيضا التأمين الصحي.
و خلال كلمته بهذا المنتدى القاري، استعرض عبد المومني مختلف المهام التي يضطلع بها أن الاتحاد الإفريقي للتعاضد، الذي يضم تعاضديات من 20 بلدا إفريقيا و يتخذ من الرباط مقرا له، مذكرا بأنه تم توقيع اتفاقية المتعلقة بمقر الاتحاد بالرباط في 11 يوليوز 2012 بين رئيس الاتحاد والدولة المغربية، و ذلك في أعقاب توقيع النظام الأساسي للاتحاد من قبل ممثلي حكومات إفريقية في يونيو 2010.
و يعرف المنتدى القاري التاسع للتعاضد، التي ينظم حول موضوع “التعاضد كعامل مساعد لنجاح أهداف التنمية المستدامة”، مشاركة نحو 20 بلدا من القارة الأمريكية، بالإضافة إلى المغرب. كما يشارك في هذا المنتدى ممثلون عن مختلف هيئات الأمم المتحدة ومنظمة الصحة للدول الأمريكية، و منظمة الصحة العالمية .
و يعتبر هذا الاجتماع، الذي ينظم على مدى يومين، فضاء فريدا للتكوين والتشاور و النقاش حول مستقبل التعاضد وتأثيره على الاقتصاد المحلي والإقليمي والعالمي.
و يهدف إلى إدراك التحديات العالمية السياسية والاجتماعية والاقتصادية من خلال نقاشات متخصصة تسعى إلى تحديد الدور الهام لمنظمات التعاضد والمنظمات الأخرى في تعزيز الاقتصاد الاجتماعي والتضامني من أجل تنمية بشرية مستدامة.
و يروم اللقاء كذلك تبادل الخبرات و خلق أدوات واستراتيجيات أكثر فعالية لضمان تطوير منظمات التعاضد و الرفع من قدرتها على التدخل.
و سينكب المشاركون في هذا المنتدى على تدارس مجموعة من المواضيع أبرزها نظام التعاضد كوسيلة لتحقيق التنمية المندمجة في الأمريكتين والعالم، والحماية الاجتماعية كأداة رئيسة وضمانة لتطوير مجتمعات أكثر إنصافا، والإنصاف الاجتماعي و التكوين كجزء لا يتجزأ من التعاون.