مغاربة يرافعون عن القضية الوطنية في قلب بولونيا – إيطاليا
بولونيا – إيطاليا
في إطار مهرجانها السنوي حول حقوق الإنسان، الهجرة والإندماج، والنزاعات الدولية، المنعقد ما بين 5 و 13 ماي 2018 ببولونيا الإيطالية، نظمت مؤسسة هومان رايت نايت العالمية، عشية يوم 10 ماي بمكتبة أميكار كابرال بنفس المدينة، لقاءا هاما تضمن عرض الفيلم الوثائقي “الساحل والصحراء، العلاقات بين الاتجار في الأسلحة والمخدرات والإرهاب” لمخرجه حسن البوهروتي، وقبل العرض نشطت الأستاذة الجامعية والباحثة في تاريخ إفريقيا وحركات التحرير الإفريقية، أنا مارية جينتيلي ندوة هامة شارك فيها المخرج حسن البوهروتي، والسيدة مارية صاندرا مارياني المختطفة سابقا في الجزائر من طرف القاعدة في المغرب الإسلامي، والسيد ياسين بلقاسم منسق شبكة جمعيات الجالية المغربية بإيطاليا الكاتب العام للفيديرالية الإفريقية بطوسكانة.
في تحليلها المستفيض حول النزاعات في إفريقيا والجماعات الإرهابية الناشطة في الساحل والصحراء، شرحت الأستاذة الجامعية جينتيلي أن التنظيم الإنفصالي “البوليساريو أصبح اليوم ضعيفا جدا” لأسباب متعددة لخصتها في “انتهاء الحرب الباردة” و “موت وشيخوخة قياديها التاريخيين”، و “موت القدافي”، وأن الجمهورية الوهمية اليوم “تعترف بها فقط حوالي 30 دولة بعدما كانت تعترف بها أكثر من 70 في الماضي” و”تورط شباب البوليساريو في أنشطة غير قانونية كالجريمة المنظمة والإرهاب”.
وأكدت الباحثة الإيطالية التي لها علاقة وطيدة بإفريقيا أن “النزاع في الصحراء الغربية جزائري مغربي وبالتالي يجب على البلدين الجلوس على طاولة الحوار للبحث عن حل”.
وعبرت السيدة مارية صاندرا مارياني على تشكراتها على التضامن المستمر معها سواء خلال مرحلة اختطافها من طرف عناصر منحدرين من مخيمات تندوف بالجزائر لمدة 14 اشهر بقيادة عدنان أبو وليد الصحراوي، ومن خلال عرض الوثائقي الذي يتحدث عن معاناتها خلال تلك الفترة المشؤومة. وعرضت شهاداتها الصادمة والمؤثرة حول معاناتها القاسية أثناء اختطافها ومرحلة مرضها ونزيفها رهن الإحتجاز. “لا أتمنى أن يقع لأي أحد ما وقع لي”، تضيف مارياني متأثرة فصفق لها الحاضرون، تضامنا، تصفيقا حارا.
تابع اللقاء حشد كبير من المهتمين والطلبة الإيطاليين – فقط ثلاثة أشخاص من الجالية المغربية – وكانت مناسبة هامة للسيدين حسن البوهروتي وياسين بلقاسم للترافع المتميز عن القضية الوطنية المغربية وتصحيح العديد من المغالطات المتداولة في إيطاليا حول النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، وفضح الانتهاكات الفضيعة لحقوق الإنسان بمخيمات تندوف ومسؤولية الجزائر فيها.
ودق البوهروتي ناقوس الخطر حول مآل شريط الساحل الذي يعرف انتشارا واسعا لجميع أنواع التهريب والذي أصبح ملاذا آمنا للجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية، معبرا عن متمنياته عن عدم تكرار تجربة سوريا والعراق في شمال إفريقيا، ومحذرا من انتقال داعش إلى هذه المناطق.
وفي هذا الإطار وجوابا عن أسئلة الحاضرين أشار المخرج والمحقق البوهروتي أن “البوليساريو تورط في عمليات إرهابية في الماضي ضد الصيادين الإسبان”، وأن “العملية السياسية لحل نزاع الصحراء تقتضي أولا تجريد البوليساريو من الأسلحة كما فعلت إيطا الباسكية ولافارك الكولومبية مؤخرا”.
وعزز السيد ياسين بلقاسم تدخله بمضامين قرار مجلس الأمن الأخير حول الصحراء المغربية لاسيما التوصيات حول المنطقة العازلة شرق الجدار الأمني وضرورة تسجيل وإحصاء ساكنة المخيمات، وجهوية النزاع وانخراط الجزائر في البحث عن حل واقعي ودائم. وفي تدخله أيضا عبر عن استنكاره لرئيسة المجلس التشريعي لجهة إيميليا رومانيا حول انتهاك مجلسها للشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة بتمويل “مشاريع” في تفاريتي وهي منطقة عازلة شرق جدار الدفاع ممنوعة من الجولان من طرف الأمم المتحدة.
تجدر الإشارة أنه شارك في اللقاء عناصر يساندون الإنفصاليين في بولونيا والذين زاروا مؤخرا مخيمات تندوف.
مكتبة اميلكار كابرال الكائنة ببولونيا، التي اتخذت الزعيم الغيني المغتال إسما لها، مهتمة بالقضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية في بلدان آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، وتنظم فرص لتعليم اللغات الأجنبية ومنها العربية وتعميق المعرفة والبحث بواسطة محاضرات، ندوات ومعارض. تتوفر المكتبة على 30000 كتاب و 400 مجلة.