3 نونبر 2024

ماذا بعد إقالة وزيرة الخارجية الاسبانية ؟

ماذا بعد إقالة وزيرة الخارجية الاسبانية ؟

مدريد – عبد العلي جدوبي

الدلالة البارزة لتوقيت التعديلات الوزارية في الحكومة الاسبانية ، أو لنقل الاعفاءات التي طالت وزير العدل (خوان كارلوس كامبو ) ،ووزيرة الخارجية والتعاون (أرانشا غونزاليس لايا ) من طرف رئيس الحكومة (بيدرو سانشيز) يوم عاشر يوليوز ،جاءت مباشرة بعد حدوث نوع من المواجهة الدبلوماسية بين الرباط ومدريد ،وماتلا ذلك من
ردود افعال وزيرة الخارجية التي لم تكن موفقة في خرجاتها الاعلامية فحسب ، بل انها لم تكتف بالاعلان عن وجود خلافات تعكس مظاهر سوء التفاهم ،وإنما أضافت اليها تخريجات ترتبط بقضايا سيادية حساسة بالنسبة لجميع المغاربة ونعتبرها خطوط حمراء ويتعلق الامر بالمدينتين السليبتين سبتة ومليلية والصحراء المغربية .!
فالمغرب كان ومازال تابثا على مبدئه وعلى حقه المشروع في صحرائه ، ومدريد ظلت تناور اقليميا وفي بعض المحافل الدولية لمعاكسة هذا الحق ،وفي نفس الوقت تلح من جهة أخرى على توسيع مجال التعاون بين المغرب واسبانيا !! وظلت تتمادى في هذه السياسة الرعناء ،وكأنها لم تستوعب بعد المعطيات الجديدة والظروف المغايرة لمغرب اليوم !!
فليس من السهل على المتتبع غير المسلح بثقافة تاريخية ،وإلمام موسع بمراحل التواصل المغربي الاسباني في زمن التوثر ،أو زمن التفاهم ،أن يفهم حالات المد والجزر والصعود في علاقات شبه الجزيرة الايبيرية بأن المغرب ظل وفيا لجيرانه واصدقائه الاسبان دون أن يساهم ،في قطع الصلات الشخصية بين الشعبين الصديقين الجارين ،ومن دون أن يقلص من عمق التواصل الحضاري والفكري والسياسي بين رموز المجتمع المدني والمجتمع السياسي في كلتا البلدين ..
مناسبة هذا الكلام جاء بعد التصعيد الاعلامي لبعض وسائل الاعلام الاسبانية التي تحركها لوبيات في اتجاه معاداة المغرب ، خصوصا وأن رصيد إسبانيا والمغرب في علاقات التعاون وحسن الجوار ،يظل أكبر من يتعرض للانهيار
فهل إقالة وزيرة الخارجية الاسبانية – بعد فشل الوساطة الفرنسية – إشارة من مدريد على حسن النية لحل الازمة القائمة ؟ أم أن الامر يتعلق بتعديل وزاري عادي املته الظروف الراهنة ؟؟ نأمل أن تنصت الحكومة الاسبانية لاراء الحكماء الاسبان الذين ينتقدون السياسة التي تنهجها حكومة بلادهم ازاء المغرب . ويعودون الى جادة الصواب .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *