فضائح وقصص مروعة داخل عوالم الرقاة الشرعيين
كشفت “الوطن الآن” عن عوالم الرقاة الشرعيين، وكشفت ما يجري في غرفهم المظلمة، إذ كتبت عن ممارسة بعض الرقاة للعنف في حق المرضى بدعوى إخراج الجن أو طلب الاختلاء بالنساء والتجرد من ملابسهن، الأمر الذي لا يخلو من مجازفات خطيرة قد تصل حد الاغتصاب والابتزاز بالتهديد بنشر صورهن وهن عاريات.
في الصدد ذاته أفاد إدريس الدغوغي، راقي شرعي بأزرو، بأن “تنامي ظاهرة استغلال الرقية الشرعية لقضاء مكاسب مادية مصيبة من المصائب، فالرقية الشرعية جعل الله فيها شفاء كبيرا، وهي لا تتعارض مع الوسائل الطبية الحديثة”، وزاد: “معظم الأمراض التي تعاني منها الأمة هي في الحقيقة أمراض نفسية/ عقلية أو أمراض عضوية، والعلاج الروحي يتطلب دراية كبيرة بالمجال الطبي، وهو الذي يتطلب تأطير وتوجيه الرقاة الشرعيين”.
وذكر محمد الهبطي، إمام مسجد المسيرة الخضراء بمدينة طنجة، أن بعض الرقاة يستحقون اللعنة والغضب من الله عز وجل. وأشار بوشتى الزياني، باحث في علم الاجتماع، إلى أن الرقية الشرعية في تزايد في ظل غياب دراسات سوسيولوجية جادة تحيط بحجم الظاهرة وتفهم عمقها وأبعادها، بيد أن تفسير إقبال المغاربة على هذا النوع من الاستشفاء يجد تفسيره في خصائص المجتمع المركب الذي تحدث عليه السوسيولوجي المغربي “بول باسكون”، الذي تتعايش فيه أفكار وسلوكيات تكون غابا متناقضة في ما بينها، إذ لا يمكن فصل العلاج والتداوي في هذا النوع من المجتمعات عن المعتقد والتدين، ففيها يصعب التمييز بين ما هو ديني وسحري وعلاجي طبي، إذ تتداخل هذه الأبعاد في السلوك الاجتماعي للفرد.