عرض فيلم “رجال من طين” في افتتاح مهرجان السينما العربية بالبرازيل
(و.م.ع)
تم بمدينة ساو باولو البرازيلية عرض فيلم “رجال من طين” (2015) بحضور مخرجه المغربي مراد بوسيف والممثل جواد بوبسي.
ويحكي الفيلم، وهو من إنتاج مغربي- فرنسي- بلجيكي، قصة سليمان، وهو شاب يعيش في المغرب حيث ينعم بهدوء الطبيعة ومرتبط بقصة حب مع ابنة قائد القبيلة، الذي لم يقبل بزواج ابنته من راع وفرق بينهما، بعدما عمل على تجنيد سليمان في صفوف الجيش الفرنسي.
ويغوص الفيلم في فظاعات الحرب العالمية الثانية، ويرصد مصير مجموعة من الجنود المغاربة الذين شاركوا، رغما عنهم، في صراع لا يعنيهم مباشرة.
وشكل حضور المخرج بوسيف والممثل بوبسي، وكلاهما من أصل مغربي، فرصة للتواصل مع الصحافة المحلية حول قيمة هذا العمل السينمائي، الذي استغرق إنجازه نحو اثنتي عشرة سنة.
وقال بوسيف إنه “لا أحد في السابق كان يرغب في أن يسمع عن فيلم يحكي عن كيف ان أبناء شمال إفريقيا حرروا أوروبا في نهاية الحرب العالمية الثانية”، مشيرا إلى أن “الأفلام التي تتناول موضوع الحرب مثل “دروب المجد” لمخرجه ستانلي كوبريك، و”إنقاذ الجندي رايان” لستيفن سبيلبرغ تحتاج لموارد من أجل إظهار المجزرة”.
وأضاف أن فيلمه “يضع الحرب تحت المجهر”، موضحا أن هذا العمل السينمائي “ليس فيلما عن البطولات خلال الحرب، بل عن عدم إبراز هوية أصحاب هذه البطولات”.
واعتبر بوسيف، الذي يعتبر نفسه نتاجا للتنوع الثقافي، إن” مثل هذه الأحداث، في إشارة لمهرجان السينما العربية بالبرازيل، مهمة وضرورية لتعزيز النقاش حول العديد من القضايا العالمية وإطلاق حوار بشأنها”، مبرزا أن “التطرف يتغذى على التمييز وعلى الأحكام المسبقة التي تولد السخط والكراهية”.
وتوقف المخرج المغربي عند تجربته خلال تصوير الفيلم، فأشار إلى أن “شخصية الفيلم سقطت في براثن حرب لم تفهمها”، مضيفا أن السكان الأهالي استخدموا كوقود للمدافع وعانوا من التمييز من قبل جنود آخرين كانوا يشعرون بالفوقية، وانا الآن أعرف هذا الإحساس”.
وفي تصريحات صحفية، قال مدير معهد الثقافة العربية، جوزي فرحات، من جانبه، إن المهرجان عرف نجاحا كبيرا عاما بعد آخر، وكل دورة أفضل من سابقتها”، مشيرا إلى “دورة هذه السنة تقدم أعمالا متوجة في مهرجانات دولية مختلفة”.
وتشمل دورة هذه السنة من المهرجان 37 عملا سينمائيا جديدا يعكس تنوع القضايا السياسية والاجتماعية والثقافية العربية كما يعالج علاقات البلدان العربية مع البرازيل ومع أمريكا اللاتينية، حسب المنظمين.
كما يتضمن برنامج المهرجان، المنظم من قبل معهد الثقافة العربية (إيكارابي)، بشراكة مع المركز الثقافي “بانكو دو برازيل” ورعاية غرفة التجارة العربية البرازيلية، تنظيم لقاءات مع عدد من السينمائيين العرب والبرازيليين، ويتميز أيضا بإدراج فئة “الرسوم المتحركة” والتي ستنضاف إلى فئات “السينما الفلسطينية” و”حوارات عربية لاتينية” و”الزمن والذاكرة” و”الفيلم القصير” و”الفيلم الطويل”.
وبخلاف النسخة السابقة، التي توزع تنظيمها بين أربع مدن برازيلية (ساو باولو وريو دي جانيرو وبيلو أوريزونتي وفيتوريا)، سيقتصر تنظيم دورة هذه السنة من المهرجان، التي ستتواصل إلى غاية 28 من غشت الجاري، على مدينة ساو باولو، العاصمة الاقتصادية للبرازيل.