طبيب شهير يكشف خلال ندوة افتراضية سبل إنجاح الحجر صحيا واقتصاديا
كلمة التقديم التي ألقاها الدكتور مولاي سعيد عفيف رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية خلال الندوة الافتراضية حول سبل إنجاح الحجر صحيا واقتصاديا
إن الوضعية التي تمر منها بلادنا، تحتّم اليوم فتح نقاش عميق جاد وهادف ومسؤول، يزكّي ويعزّز المكاسب التي تحققت بفضل التدابير الاستباقية التي اعتمدتها بلادنا، بناء على التعليمات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، في مواجهة الجائحة الوبائية لفيروس كوفيد 19، التي جنّبتنا خسائر في الأرواح وقلّصت من أعداد المصابين وخفّفت الثقل على كاهل مؤسساتنا وأطرنا الصحية، حيث تجنّدت كل القوى، مؤسسات وأفراد، لإنجاح هذا التحدي الوطني وكسب الرهان.
رهان لم يكن صحيا فحسب، بل كذلك اجتماعيا واقتصاديا، استطاعت بلادنا بالرغم من كل الصعوبات والتحديات والإكراهات النجاح فيه، بفضل التعليمات المولوية السامية بإحداث صندوق لمواجهة تداعيات الجائحة الوبائية، واليوم وبعد قرابة 3 أشهر من الحجر الصحي، واستعدادا للخروج من هذه الوضعية، كان لزاما علينا من موقعنا كفاعلين صحيين واقتصاديين وإعلاميين، وبعد النجاح الكبير لعدد من الندوات الافتراضية التي نظمناها سابقا، أن ننظم هذه الندوة الافتراضية الجديدة، للتفكير جميعا وتقديم خلاصات وتوصيات، كل من موقعه، والمساهمة في التحسيس والتوعية بالسبل الكيفية الكفيلة بتحقيق مرور آمن وسلس نحو المرحلة المقبلة، لأجل إعادة الدورة الطبيعية للحياة الاقتصادية والأنشطة الاجتماعية، مع اتخاذ كل التدابير الحاجزية الكفيلة بتفادي تسجيل موجة أخرى من الإصابات، والعمل على تعزيز الثقة وترسيخها في نفوس المواطنين، لكي يقبلوا على الحياة العامة بكل طمأنينة مع التقيد طبعا بالإجراءات الوقائية الفردية والجماعية، للحيلولة دون ظهور بؤر جديدة وانتشار العدوى من جديد، وهنا نقف وقفة إجلال مرة أخرى، ونؤكد من جديد اعتزازنا بالحكمة المولوية والتبصر الدائم لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، الذي أعطى تعليماته لكي يتم تعميم اختبارات الكشف عن الفيروس على كل العاملين في أوساط المقاولات المهنية المختلفة أنشطتها، من أجل الكشف المبكر عن أية حالة إذا ما وُجدت والحيلولة دون انتشار العدوى وضمان عودة موفقة للأنشطة الاقتصادية المختلفة، وهي الخطوة التي يجب أن تسري على كافة المقاولات والإدارات والقطاعات المختلفة باعتبارها مسؤولية كبرى يجب الحرص على تطبيقها تطبيقا سليما.
إننا وبمناسبة تنظيمنا لهذه الندوة الافتراضية، نتوجه بالتحية الخالصة والتقدير الكبير إلى السيد وزير الصحة، البروفسور خالد آيت الطالب، الذي ظل دائما يتفاعل بإيجاب مع كل اللقاءات التي نظمناها من أجل التحسيس والتوعية ولفت الانتباه إلى القضايا التي تهم صحة المواطنين، صغارا وكبارا، ومن خلاله إلى كافة الشركاء والمتدخلين، كما هو الشأن بالنسبة للشريك الإعلامي وكالة المغرب العربي للأنباء، التي نوجه تحية احترام لمديرها الأستاذ خليل الهاشمي وكافة أطرها والصحافيات والصحافيين بها، ومن خلالهم إلى كافة نساء ورجال الإعلام الداعمين والشركاء الإعلاميين، كل باسمه وصفته، الذين يحرصون على المساهمة من موقعهم، باعتبارهم ممثلين للسلطة الرابعة، في التحسيس والتوعية وإثارة الانتباه إلى جملة القضايا الأساسية للنهوض بالمجتمع، كما لا يفوتني أن أتوجه بالشكر إلى الإطارات المنظمة والجمعيات الشريكة وممثليها، ويتعلق الأمر بكل من الجمعية المغربية للعلوم الطبية والفدرالية الوطنية للصحة، وكليتي الطب والصيدلة بكل من الدارالبيضاء ومراكش، والكونفدرالية العامة لمقاولات المغرب، والتجمع البيمهني للوقاية والسلامة الصناعية، والجمعية المغربية للاستشارة والهندسة، والجمعية الوطنية للمصحات الخاصة، والتجمع النقابي الوطني للأطباء الأخصائيين بالقطاع الخاص، ونقابة الطب العام في المغرب، وتجمع الأطباء الباطنيين في المغرب، والجمعية المغربية للصناعة الدوائية، والجمعية المغربية للأدوية الجنيسة، والتجمع المهني للتوزيع الصيدلاني، والغرفة النقابية للإحيائيين، والجمعية المغربية للأمراض التعفنية والتطعيم، والجمعية المغربية لطب الأطفال، وأنفوفاك فرنسا، وكل من يساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في إنجاح العمل الذي نقوم به، والذي نرجو أن يحقق الأهداف النبيلة المواطنة المتوخاة منه، ونتمنى بالمناسبة أن تكون الفترة المخصصة للأسئلة والمناقشة خلال هذه الندوة كفيلة بتقديم كل الإجابات الشافية عن تساؤلات السيدات والسادة الصحافيين والفاعلين في قطاع الصحة والاقتصاد وعموم المواطنات والمواطنين، من أجل انخراط فعلي في المرحلة المقبلة لإنجاحها كما نجحت مرحلة الحجر الصحي قبلها.