رغم ارتكابها “غلطة المصالح”… المغرب لن ينجر لفخ المواجهة مع السعودية ويفضل الحفاظ على المشترك
مضت أيام على تصويت السعودية وحلفائها لفائدة الملف الأمريكي المشترك لتنظيم كأس العالم 2026، ومازال قرارها الغريب يثير الأسئلة ويولد علامات الاستفهام الكثيرة هنا في المغرب، في زمن أصبحت فيه نصرة الغريب تتفوق على نصرة الأخ والشقيق وباتت فيه كفة المصالح تغلب على كفة اللغة والدين وقواسم مشتركة كثيرة.
يرى الكثير من المراقبين في المملكة المغربية أن ظُلْمُ ذَوِي القُرْبَى أَشَدُّ مَضَاضَةً عَلَى النفس مِنْ وَقْعِ الحُسَامِ المُهَنَّدِ على حد تعبير الشاعر طرفة بن العبد، فما قامت به السعودية والإمارات والبحرين والعراق ولبنان التي تعد دولا صديقة وشقيقة خلط الكثير من الأوراق في المنطقة العربية، بل وخلف استغرابا كبيرا حتى من شعوب هذه الدول التي رأت في خطوة أنظمتها جنوحا عن منطق التضامن العربي – عربي ويكرس لسياسة التفرقة والشتات يؤكد مايشاع من نقائص حول العرب كالمقولة الجارحة .
“اتفق العرب على ألا يتفقوا” فكيف يمكن للمجتمع الدولي أن يعطي أي اهتمام للأمة العربية إذ كانت التفرقة هي ما يشوبها، وكيف لإسرائيل أن تعطي أي اعتبار للعرب وللجامعة العربية حول ما يعانيه الشعب الفلسطيني من قرارات جائرة للدولة العبرية وحلفائها.
كل هذه التساؤلات تؤكد على أنه علينا نحن العرب الا نحيد عن ضرورة وحدة صفنا لفرض مصالحنا المشتركة على المستوى الجهوي والدولي.
ويذهب المراقبون بعيدا حد القول إن الدول التي صوتت لفائدة الأمريكان لم تستحضر لا اللغة ولا الدين ولا المصير المشترك لشعوبها وصدمت المغرب كثيرا بل وأذهلت بقرارها هذا كل العالم الذي كان يتوقع كل شيء إلا ما حصل، رغم أن المغرب كان يبادر دائما بمساندة هذه الدول ودعمها في كل المحطات.
ويواصل المراقبون القول بأن موقف الشعب السعودي في ما وقع لا يمكن إلا فصله عن موقف الحكومة السعودية فالشعب في تلك البقعة الطاهرة لم يرضه ما حصل لكن ربما للضرورة أحكام وهي التي جعلت الحكومة السعودية تقدم مصالحها مع أمريكا على مصالح الشعب المغربي الشقيق، صحيح أن التزامها مع المغرب من الناحية الرمزية والروحية ومن باب العروبة والإسلام والأخوة أكثر لكن كفة الارتباطات المادية والمتعلقة كذلك بأمن السعودية غلبت في الأخير.
ويعود المراقبون أنفسهم للتذكير بأن ما حصل لا يمكن أن يلغي بأي شكل من الأشكال أخوتنا مع السعودية والسعوديين وفي الشرق إذ سنحافظ على علاقاتنا المتينة مع هذه الدول التي تربطنا معها أشياء تتجاوز كل المسائل الظرفية من قبيل كأس العالم وبالطبع لا يمكن إلا أن نتمنى الانتصار للمنتخب السعودي الشقيق في مباراته المقبلة وينسي عشاقه الهزيمة أمام روسيا ويسعد الشعب السعودي ويبعث الفرح في نفوسنا وسنبقى دائما مساندين للفريق السعودي بقدر مساندتنا للمنتخب الوطني المغربي مع متمنياتنا بإصلاح ما أفسده الدهر.