ربع قرن تحت قيادة رسام الإنجازات الملك محمد السادس… السر المغربي الذي أبهر الشعوب
يحتفل المغرب اليوم تحديدا أي في الثلاثين من شهر يوليوز من كل سنة بالذكرى الخامسة والعشرين لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، على عرش المملكة الشريفة، وككل الملوك الاستثنائيين يصعب في هذا الهامش حصر وجرد ربع قرن من الإنجاز والفعل الذي فاق بكثير القول، فملكنا الذي لا يتحدث سوى فعلا غير وجه المغرب وجعل له موطئ قدم ضمن مربع الكبار في عدد من المجالات وعلى مختلف المستويات، بل هو عمل تجاوز الحدود وصار في خدمة الانتماء العربي والإفريقي للمغرب ولن يتهم كاتب المقال بالمبالغة إن قال أن هذا العمل والأداء الملكي استفادت منه البشرية والإنسانية جمعاء فكل مبادرات جلالته هي في عمقها تخدم كل إنسان.
ما تحقق خلال هذه الخمسة والعشرين سنة يصعب عده في سطور، رغم أن هذا الرقم بسيط للغاية في عمر الدول بل إن أبسط شركة قد تستغرق وقتا أكبر من هذا فقط لتحقيق النزر اليسر من الإنجازات، فما بالك بمملكة ضاربة في أعماق التاريخ حققت الكثير في عهد جلالة الملك محمد السادس، وحولت التراب إلى بنى شاهدة على ثورة جديدة لملك وطني من الطراز الرفيع.
يكفي المتتبع البسيط التوقف ومراجعة أخبار المملكة الشريفة في كل صحف العالم التي تتحدث يوميا عن مغرب يتحرك في الكرة كما في الاقتصاد والسياسة والأمن والأوراش… وبات فاعلا أساسيا تضرب له أوروبا وإفريقيا وأمريكا وكل دول المعمور ألف حساب وترفع له القبعة، ملاعب مطارات موانئ قطارات فائقة السرعة طرق سيارة بنية تحتية فضاءات سياحية مشاريع سكنية وتعليمية وصحية وغيرها الكثير علامات تحسب لهذا العهد الجديد.
لعل أعلى درجات الإنجاز هو نيل المملكة شرف تنظيم كأس العالم 2030 رفقة كل من إسبانيا والبرتغال، وهو اختيار لم يكن ليحصل لولا أن العالم وقف عند حقيقة ما بلغه المغرب من تقدم ورقي على عدد من المستويات، كيف لا وهو البلد العائد بفضل ذكاء وحكمة الملك إلى قيادة الاتحاد الإفريقي ولعب دوره التاريخي في كونه صلة الوصل الحقيقية بين إفريقيا وأوروبا، هو في الحقيقة مشروع تنموي متكامل قاده الملك ليغير وجه المملكة ويعيدها إلى ريعان الشباب وجعل منها رقما يصعب تجاوزه.
إن ما تحقق ليس مكسبا واحدا وعلى مستوى واحد بل هي مكاسب وعلى عدة مستويات خصوصا على مستوى قضية وحدتنا الترابية، فمغربية الصحراء اليوم لم تعد موضوعا قابلا للنقاش بفعل التدبير الذكي لجلالة الملك للملف، ويوما عن يوم بدأت تتوالى اعترافات الدول بالحق الراسخ للمملكة على أراضيها الجنوبية، هي دبلوماسية هادئة أعطت الثمار لدرجة أن هذا الإنجاز المغربي أزعج العديدين ودفع لطرح الكثير من الأسئلة حول هذا السر المغربي وحول على ماذا يراهن جلالة الملك محمد السادس تحديدا بالإضافة لذكائه المتقد؟، السر كما لا يخفى هو في الإنسان المغربي الذي يملك إرادة لا تقهر ويتحدى الصعاب فهل الإنسان المغربي الذي قاوم المستعمر وقدم دمائه الزكية للدفاع عن الوطن غير قادر على بنائه؟ إنها الثروة الحقيقية التي لطالما آمن بها ودافع عنها ورددها الملك الإنسان، ثروة المغرب في نسائه ورجاله وشبابه وأطفاله وشيوخه هي الطاقة والثروة الحقيقية، إن هذا التلاحم بين الملك والشعب هو السر الخفي والظاهر في آن، ولعل ما حدث خلال الزلزال الأليم جعل العالم يتأكد من أن هذا الشعب لا يقهر بقيادة ملك وهبه الله من النخوة وعزة النفس الشيء الكثير، ملك قال للعالم المغرب بلد قادر على النهوض من جديد ومداواة جراحه حتى في الأزمات، مغرب كفيل بكل أبنائه وبناته ولا يحتاج لشفقة ولا لعطف ورسخ لدى العالم حول ما قيل حوله من كونه مغرب العز بين الأمم.
ولعل من بين المقولات الخالدة للملك محمد السادس، التي تلخص كل شيء وتغني عن الكلام ما قاله جلالته، في خطاب العرش لسنة 2015، بالحرف “وكما عاهدتكم، سأواصل العمل إلى آخر رمق، من أجل بلوغ هذه الغاية. فطموحنا من أجل إسعاد شعبنا ليس له حدود.
فكل ما تعيشونه يهمني : ما يصيبكم يمسني، وما يسركم يسعدني. وما يشغلكم أضعه دائما في مقدمة انشغالاتي”.
وكما يشهد بذلك الشهود التقاة العقلاء في أكثر من مناسبة وسياق ويرددون جهرا وسرا لا خوفا على بلد يحكمه الملك محمد السادس، فالعهد مستمر على البناء والإنجاز والأوراش المفتوحة التي أكملت رسم محيا البلد وحولته لتحفة فنية من إنجاز رسام الإنجازات الملك محمد السادس نصره الله.