3 نونبر 2024

حزب العدالة والتنمية يراسل سياسيا جزائريا بخصوص تصريحاته الخرقاء حول المغرب

حزب العدالة والتنمية يراسل سياسيا جزائريا بخصوص تصريحاته الخرقاء حول المغرب

راسل حزب العدالة والتنمية عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم بالجزائر بخصوص صريحاته الشاردة حول المغرب وجاءت الرسالة كالتالي:

تلقينا ببالغ الأسف والاستغراب والاستنكار في حزب العدالة والتنمية تصريحاتكم حول قضية الصحراء المغربية، وكنا قد فضلنا في البداية التواصل معكم عبر مراسلات داخلية لننبهكم للمنزلق الذي تسيرون فيه، والذي يتنافى مع مبادئ وحدة الأمة والمصالح المشتركة والأخوة وحسن الجوار. وقلنا لكم إن الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية أو القومية لا يمكنها بأي شكل من الأشكال، أن تؤيد أية حركة انفصالية في العالم العربي أو الإسلامي أو في غيره. إن سياسة بعض الأطراف المناوئة للوحدة الترابية للمغرب معروفة عند الجميع، ولها دوافع تاريخية وجيوسياسية ليس هنا مكان تفصيلها، ولكن كنا نتمنى أن تبقى القوى الحية والأحزاب السياسية في منأى عن هذه السياسة التصعيدية العدائية والتي تؤدي إلى التفرقة بين أبناء الأمة الواحدة.

ثم انتقلتم بعد ذلك، إلى تهجم عنيف في غاية من الخطورة، تضربون عرض الحائط كل أواصر الأخوة بين الشعبين الشقيقين المغربي والجزائري. هكذا قمتم باستغلال تصريح للشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة التونسية، وأخرجتموه عن سياقه، وقولتم الرجل ما لم يقل، ثم بنيتم عليه تصريحكم بأن “التعاون داخل المغرب العربي يكون بين ثلاث دول تونس والجزائر وليبيا، لكنه نسي موريتانيا. نحن نقول تضاف موريتانيا ولكن ليس المغرب لأنه أدخل الصهاينة إلى منطقتنا”.

ونود بهذه المناسبة أن ننبهكم إلى أمرين اثنين:

1-بالنسبة لموضوع الصحراء المغربية:

لقد صرحتم أن “الشعب الصحراوي” من حقه تقرير مصيره عن طريق الاستفتاء، وأن الصحراويون إذا اختاروا الانضمام إلى المغرب فليس لدى حركتكم أي مشكل، وإذا اختاروا الاستقلال فلهم ذلك.

لا ندري هل تجهلون أم تتجاهلون حيثيات قضية الاستفتاء. نذكركم، أن المغرب سبق له أن اقترح الاستفتاء سنة 1981. ورغم أن الاقتراح المغربي قد رفضته بعض الأطراف السياسية بالمغرب آنذك، اعتبارا لأنه لا يمكن تنظيم استفتاء لجزء من الشعب المغربي، فقد حرص المغرب على أن يتم هذا الاستفتاء رغم ذلك، إيمانا منه بأن نتائجه لن تكون إلا لصالح الوحدة الترابية للمملكة، ولذلك كان يسميه “الاستفتاء التأكيدي”.

لقد أكد المغرب هذا الموقف سنة 1991 على مستوى الأمم المتحدة، إلا أن محادثات تحديد الهوية التي كانت تتم تحت إشرافها بهيوستون، أظهرت أن تحديد لوائح الناخبين بات أمرا مستحيلا لأسباب كثيرة، أهمها رفض شيوخ البوليساريو تسجيل صحراويين أبا عن جد، نزحوا للمغرب أيام الاستعمار الإسباني. ولك أن تتصور، الأخ مقري، أن رئيس الجمهورية الوهمية، المرحوم محمد عبد العزيز كان مسجلا باللوائح الانتخابية، ولكن البوليساريو ترفض تسجيل أبيه الذي كان يقطن بمالمغرب(!!!). لقد وصل التفاوض حول اللوائح الانتخابية إلى الطريق المسدود، مما جعل المبعوث الأممي الخاص “فان فانسوم” يصرح بوضوح لا غبار عليه بتاريخ 21 أبريل 2008 أمام مجلس الأمن، بأن ” استقلال الصحراء الغربية ليس خيارا واقعيا”. للتذكير، فمنذ سنة 2004، لم يعد مجلس الأمن يشير إلى الاستفتاء، بل يحث على ضرورة البحث عن حل سياسي، متفاوض بشأنه ومقبول من جميع الأطراف. ومنذ أن قدم المغرب مقترحه للحكم الذاتي للصحراء سنة 2007، باتت كل قرارات الأمم المتحدة تشيد بالمقترح المغربي، وتعتبره مقترحا جديا وواقعيا، ولم تعد تشير بأي شكل من الأشكال لموضوع الاستفتاء، نظرا لتعذره، وتطالب الأطراف المعنية بإيجاد حل سياسي واقعي ومتوافق عليه. لا ندري عن أي استفتاء تتحدثون اليوم؟.

2-بالنسبة لموضوع الاتحاد المغاربي:

إننا نتعجب كيف يخطر على بالكم قيام اتحاد مغاربي بين الدول المغاربية الشقيقة مع إقصاء دولة محورية كبرى بالمنطقة وهي المملكة المغربية.

لقد صرحتم أن سبب اقتراحكم الغريب بإقصاء أشقائكم من المغرب، هو حدث التطبيع. ونحن نتساءل، ماذا فعل حزبكم قبل ذلك الحدث لتفعيل الاتحاد المغاربي والضغط على حكوماتكم المتتالية لإخراج الاتحاد من حالة الجمود، وما هو إسهامكم لفتح الحدود كما طالب بذلك ملك المغرب. إن ذلك يظهر أن لديكم إشكال مع المغرب كدولة، وما التطورات الأخيرة إلا شماعة يلصق بها موقفكم المتماهي مع الموقف الرسمي للنظام الجزائري.

إنكم تعلمون قبل غيركم، أن الذي عطل مسيرة بناء الاتحاد المغاربي هو من طرد 350 ألف مواطن مغربي من الجزائر بغير ذنب اقترفوه، والذي عطل الاتحاد المغاربي هو من يؤوي فوق أراضيه حركة انفصالية مسلحة في خرق سافر لمعاهدة “اتحاد المغربي العربي” التي وقعها قادة الاتحاد بمراكش سنة 1989.

أما بالنسبة للقضية الفلسطينية، فإن موقف المغرب ملكا وحكومة وشعبا، موقف ثابت لم يتغير. وسيظل المغرب كما صرح بذلك الملك محمد السادس داعما للقضية الفلسطينية التي تعتبر بالنسبة للمغرب في نفس مستوى قضية الصحراء المغربية. وليس الإعلان الثلاثي أو إعادة فتح مكتب الاتصال هو ما سيزعزع قناعة المغرب من أن إسرائيل دول محتلة، أوأن الكيان الصهيوني يرتكب جرائم في حق الشعب الفلسطيني، فلا تستغلوا الموضوع لتصفية حسابات مع جار شقيق مد يده دائما لكم.

نتمنى رغم ما حدث أن يرجع الجميع إلى رشده، وأن نغلب مصلحة شعوبنا على كل الحسابات، ونسأل الله تعالى أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يحفظنا ويحفظ الشقيقة الجزائر من كل مكروه.

وتقبلوا، الأخ رئيس حركة مجتمع السلم، تحياتنا الصادقة.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *