تمثيل الأقاليم الجنوبية في القمة الإفريقية الإسبانية بمدريد: فاطمة بكار تدعو إلى تعزيز التنمية والتعاون جنوب-شمال

عُقدت قمة إفريقيا-إسبانيا 2025 في مدريد خلال الفترة من 6 إلى 8 يوليو، حيث برزت مدينة الداخلة المغربية ومنظمة المجتمع المدني “آفاق الصحراء المستقبلية” كمرجعيات أساسية في تعزيز الروابط الإستراتيجية بين إفريقيا وإسبانيا.
خلال مشاركتها في القمة، شاركت فاطمة بكار، رئيسة منظمة “آفاق الصحراء المستقبلية”، التي تتخذ من الداخلة، في منطقة وادي الذهب، مقرًا لها، رؤية منظمتها، مؤكدة التزامها بالتنمية المستدامة، السلام الاجتماعي، والتكامل الإقليمي.
رؤية أفريقية من جنوب المغرب
عرّفت فاطمة بكار “آفاق الصحراء المستقبلية” بأنها منظمة تهدف إلى تعزيز التعايش السلمي، واحترام البيئة، وتمكين القيادة المحلية. ومن خلال الداخلة، تدير الجمعية مبادرات في مجال التدريب المهني، ريادة الشباب، دمج المهاجرين الأفارقة، والتعاون الدولي.
قالت بكار: “لم تعد الداخلة مجرد وجهة سياحية، بل أصبحت مركزًا للتعاون من أجل التنمية البشرية والاقتصادية في إفريقيا”. وأشارت إلى أن المدينة تطمح للعب دور محوري كجسر يربط بين شمال وجنوب القارة الإفريقية، وتعزيز الاتصال مع أوروبا، ولا سيما إسبانيا.
في هذا السياق، أكدت رئيسة “آفاق الصحراء المستقبلية” على أهمية مبادرة الساحل، التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والدور الذي سيلعبه ميناء الداخلة الأطلسي كمنشأة استراتيجية للمنطقة ولإفريقيا الغربية بأسرها.
مبادرات عملية وتعاون مع إسبانيا
من بين المشاريع البارزة، أعلنت “آفاق الصحراء المستقبلية” عن تنظيم أول منتدى لقادة الشباب في الداخلة، بالتعاون مع مركز الدراسات السياسية والعولمة والعلاقات الدولية في إسبانيا، والمقرر انعقاده في نوفمبر 2025. وسيكون هذا الحدث الأول من نوعه على الأراضي الإفريقية، ويركز على تعزيز الحوار والتعاون بين ضفتي البحر المتوسط.
تتعاون “آفاق الصحراء المستقبلية” أيضًا مع مؤسسات إسبانية في برامج دمج المجتمعات المهاجرة الأفريقية في جنوب المغرب، لا سيما من خلال التعليم والتوعية وتسهيل الوصول إلى سوق العمل.
وقد ذكرت بكار أن المغرب قام باستثمارات مهمة في التعليم العالي، مثل جامعة محمد السادس لعلوم الصحة في الداخلة، التي تستقبل طلابًا أفارقة، مما يعزز دور المملكة كجسر طبيعي بين إفريقيا وأوروبا.
رسالة واضحة لصناع القرار
اختتمت فاطمة بكار كلمتها بنداء مباشر لصناع القرار في إفريقيا وإسبانيا: “يجب توحيد الجهود لتعزيز السلام، ودعم الاستثمارات المستدامة، وإعطاء الأولوية للعنصر البشري. إفريقيا مليئة بالإمكانات، وما تحتاجه فقط هو الثقة، والتعاون، والرؤية المشتركة.”
من خلال مشاركتها في هذه القمة، تؤكد “آفاق الصحراء المستقبلية” الدور الأساسي لمنظمات المجتمع المدني في تعزيز الروابط بين إفريقيا وإسبانيا. يواصل المغرب، وبالأخص الداخلة، ترسيخ مكانتهما كنقاط محورية في بنية تعاون إستراتيجي وعادل ومستدام.