تفكيك خلية الجمعة… المغرب في الطريق الصحيح لتجفيف منابع الإرهاب
لم يكن تفكيك الخلية الإرهابية الخطيرة ليوم الجمعة، مصادفة أو عمل يوم وليلة بل هو نتيجة لخبرة راكمتها الأجهزة الأمنية المغربية بمختلف تلاوينها خصوصا أن المغرب خبر الإرهاب منذ وقت مبكر واكتوى بنيرانه في مناسبات مختلفة ليتحول لهاجس لرجال الأمن.
إن العمل الاستباقي الذي يقوم به المغرب اليوم على هذا المستوى وهو ما كشفته آخر عملية نوعية يعد ثمرة لجهود مبذولة منذ سنوات عديدة ولخبرة وحنكة أصبح المغرب يصدرها حتى للخارج إذ أصبح البلد مرجعا على هذا المستوى.
فبالقدر الذي قد يسعد المرء لهذه الحصانة الأمنية التي يتوفر عليها المغرب اليوم ينزعج من جهة ثانية لتنامي الفكر الإرهابي والدموي ورغبته في هدم استقرار البلدان الآمنة كالمغرب إذ أصبحت التنظيمات الإرهابية المتطرفة على اختلافها توظف من حين لآخر عملائها و”جهادييها” داخل المغرب في محاولة لضرب استقراره وترويع أمن مواطنيه.
لقد كشفت التحريات الأمنية أن الخلية التي تم تفكيكها أمس الجمعة، يتزعمها عنصر خطير له ارتباطات بقيادات عملياتية بتنظيم داعش في كل من سوريا والعراق وليبيا، بمعنى أن المشروع الذي يستهدف المغرب قادم من الشرق لكن توظف خلاله أدوات محلية من عناصر تنتمي للسلفية الجهادية.
أصبح من الضروري اليوم وأكثر من أي وقت مضى التأكيد على أن محاربة ومكافحة الإرهاب ضرورة قصوى وأولوية وطنية لذا وجب تظافر الجهود بين رجل الأمن والمواطن لمواكبة ومصاحبة العمل الذي يقوم رجال المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، ورجال الأمن الذين يحمون الوطن في الداخل والخارج من أي حادث قد ينغص صفو المغرب والمغاربة الذين يحسدهم العالم بأسره على نعمة الاستقرار والأمن والآمان.