تطبيق فيس آب… انتشار جنوني ومخاوف من اختراق للمعطيات الشخصية
الشعر الأبيض وتجاعيد الوجه طغت على الصور المنشورة على شبكات التواصل الاجتماعي خلال الأيام القليلة الماضية، والسبب هو الانتشار الواسع لتطبيق “فيس آب” الذي طورته شركة روسية مقرها سان بطرسبرغ.
شركة “وايرليس لاب” أكدت أن لديها أكثر من 80 مليون مستخدم عبر العالم، بينما تشير تقديرات أخرى إلى تخطي مستخدميه عتبة المائة مليون، ما يجعله الأول عالميا من حيث عدد التحميل على منصتي أندويد و”آي أو إس” حاليا.
ومع الانتشار الجنوني للتطبيق، بدأت تتزايد التساؤلات والمخاوف المتعلقة باحترام خصوصية المستخدمين وبياناتهم الشخصية.
كيف يعمل تطبيق “فيس آب”؟
فيس آب هو تطبيق روسي ابتكرته شركة “وايرليس لاب” عام 2017، ويعتمد على إدخال تعديلات آلية على الصور، إلا أنه شهد طفرة شعبية هائلة خلال الأيام القليلة الماضية، بفضل تطوريه لأداة تسمح للمستخدم بتغيير صورته ليصبح أكبر سنا على سبيل المثال. ولفعل ذلك، يتطلب التطبيق الولوج إلى الملف الكامل لصور المستخدم المسجلة على جهازه الذكي.
ويعتمد التطبيق على خاصية الذكاء الصناعي وعلى شبكات عصبية حتى يتمكن من تحويل الصورة مع الإبقاء عليها في صورة أقرب ما تكون إلى الواقع.
التطبيق ينص صراحة في “سياسة الخصوصية” على أنه يقوم بجمع محتويات المستخدم ” الصور وبيانات أخرى” دون أن يحددها. كما تؤكد الشركة أن البيانات المجمعة لديها يمكنها أن تستخدمها لتحسين الخدمات التي تقدمها ولتطويرها مستقبلا كما تنص المادة الثانية من “سياسية الخصوصية”.
المادة الثالثة تشير إلى إمكانية مشاركة البيانات مع طرف ثالث يمكنه أن يساهم في تحسين الخدمة المقدمة.
أما المادة الرابعة فتوضح في فقرتها الثالثة أن “المستخدم يوافق من خلال التسجيل في التطبيق على تحويل بياناته إلى الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى يتعامل معها فيس آب”.
السيناتور الأمريكي تشاك شومر دعا الأربعاء مكتب التحقيقات الفيدرالية لإجراء تحقيق لدواعي الأمن الوطني والخصوصية بشأن فيس آب. وقال شومر في رسالة بعث بها إلى مدير مكتب التحقيقات كريستوفر راي ورئيس لجنة التجارة جو سيمونز إن التطبيق يتطلب “الوصول الكامل الذي لا يمكن إلغاؤه إلى صورهم وبياناتهم الشخصية” مما قد يشكل “مخاطر على الأمن القومي والخصوصية لملايين المواطنين الأمريكيين”.
ما الخطورة المحتملة لاستخدام التطبيق؟
أكثر ما يخشاه المتوجسون من التطبيق هو وصوله بشكل كامل إلى الملفات الشخصية للمستخدم، وما يمكن أن تفعله الشركة الروسية بهذه المعلومات والصور مستقبلا.
الشركة أكدت من جانبها أن “غالبية الصور المخزنة لديها يتم حذفها خلال 48 ساعة من إرسالها إلى المستخدم”، كما جاء على لسان أحد مسؤوليها في مقابلة مع موقع “تك كرانش” المتخصص في مجال التكنولوجيا الأربعاء.
كما تثير إمكانية استغلال الشركة للصور المخزنة لديها لتحسين خدماتها في المستقبل، الشكوك حول معرفة صاحب الصورة لهذا الاستغلال إن تم في المستقبل.