تحليل… الأمن القضية المركزية في الخطاب الذي وجهه الملك بمناسبة عيد العرش
شغلت مسألة المسؤوليات الكبرى والجسيمة المطروحة على عاتق المؤسسة الأمنية بالمغرب اليوم، حيزا مهما من الخطاب الذي وجهه الملك محمد السادس لشعبه مساء اليوم بمناسبة الذكرى الثامنة عشرة لعيد العرش، بل وسار جزء كبير من خطاب عاهل البلاد في الانتصار لدور هذه المؤسسة الحيوية والرد بعبارات مباشرة لا تحتاج للتأويل على كل من يحاول الإساءة للأجهزة الأمنية أو تحجيم دورها بل واستهدافها وإلصاق خطايا باقي الفاعلين على اختلاف مواقعهم ومسؤولياتهم وانتماءاتهم بها.
ولم يفوت الملك عبر خطاب العرش الفرصة لتوجيه التحية لكل رجال الأمن على سهرهم على حماية الوطن والدود عن مصالحه وفي أصعب الظروف بل وتحمل وزر السياسيين وجبنهم وزلاتهم المتتالية “في حين أن رجال الأمن يقدمون تضحيات كبيرة، ويعملون ليلا ونهارا، وفي ظروف صعبة، من أجل القيام بواجبهم في حماية أمن الوطن واستقراره، داخليا وخارجيا، والسهر على راحة وطمأنينة المواطنين وسلامتهم” يقول الملك محمد السادس.
وحول هذه القضية المركزية تحديدا قال الدكتور إدريس لكريني الأستاذ بكلية الحقوق بمراكش، “لقد طرح الخطاب الملكي مسألة أساسية وهي ضرورة استيعاب المسؤوليات الكبرى وكذلك المهام التي تتحملها المؤسسة الأمنية أو الأجهزة الأمنية على اعتبار أن في ذلك رؤية تعكس منظور الحكامة الأمنية”.
وأضاف لكريني في تصريح خص به “المغربي اليوم”، عقب الخطاب الملكي لمساء اليوم بمناسبة عيد العرش “فعندما نتحدث عن ما يعيشه المغرب اليوم من استقرار فهذا ليس صدفة أي أن المؤسسة الأمنية لها دورها على مستوى تحقيق الأمن وعلى مستوى مكافحة مختلف التهديدات التي تمس المواطن أو الوطن أيضا في ذلك إشارة لمن يحاول أن يفرغ هذه المؤسسة من أهميتها أو يحاول أن يلصق بها بعض الأمور التي ليست موضوعية”.
وأكد الأستاذ بكلية الحقوق بمراكش على أنه “وفي هذا السياق المؤسسة الملكية واعية بحجم الإشكالات والتحديات التي تواجه هذه المؤسسة والتي تقضي الموازنة بين احترام القانون وحقوق الإنسان من جهة وأيضا تحقيق الأمن وحماية حرية المواطن وحرية الوطن وممتلكاتهم والأمن بتجلياته المختلفة”.