3 نونبر 2024

بوريطة: 2107 سنة استثنائية وفارقة بامتياز بفضل الانخراط الشخصي للملك والتزامه القوي تجاه افريقيا

بوريطة: 2107 سنة استثنائية وفارقة بامتياز بفضل الانخراط الشخصي للملك والتزامه القوي تجاه افريقيا

أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي،  السيد ناصر بوريطة، يوم الخميس، بالرباط، أن 2107 سنة استثنائية وفارقة بامتياز بفضل الانخراط الشخصي لجلالة الملك والتزامه القوي تجاه افريقيا.
وقال السيد بوريطة، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية ليوم إفريقيا لسنة 2017، المنظم تحت شعار “يوم إفريقيا..المغرب: فاعل من أجل نهضة تامة في إفريقيا”، إنه” لم يسبق ليوم إفريقيا في المغرب أن كان إفريقيا مثلما هو اليوم. فسنة 2017 كانت سنة استثنائية وفارقة بامتياز بفضل الانخراط الشخصي لصاحب الجلالة والتزامه القوي تجاه القارة”.

وذكر، في هذا السياق، بإعطاء قادة دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، قبل أربعة أيام، رسميا، موافقتهم المبدئية على طلب المغرب الانضمام إلى هذه المجموعة الجهوية النشيطة التي تجمعها بالمملكة علاقات متميزة ومتعددة الأبعاد، وبعودة المملكة، قبل حوالي أربعة أشهر، إلى أسرتها المؤسسية، الاتحاد الإفريقي، خلال القمة الـ28 بأديس أبابا.

وذكر أيضا بأن جلالة الملك قام، خلال السنة نفسها، بزيارات رسمية إلى 12 دولة إفريقية، وترأس جلالته في نونبر الماضي بمراكش قمة العمل الإفريقية حول التغيرات المناخية، التي حضرها 35 من القادة الأفارقة.

وقال السيد بوريطة إن “كل هذه الأحداث المهمة خلال الأشهر الماضية تعطي طعما خاصا لهذا الاحتفال، وتبرز أولوية إفريقيا في السياسة الخارجية للمملكة وفق رؤية صاحب الجلالة التي لخصها في كلمته خلال القمة 28 للاتحاد الافريقي : (إفريقيا قارتي، وهي أيضا بيتي) “.

وتابع أن “اهتمام المملكة المغربية بإفريقيا ليس ظرفيا ولا تحكمه الانتهازية والنفعية، وهذا التوجه نحو القارة ليس وليد اليوم وليس اكتشافا متأخرا أو استكشافا جديدا لرقعة جغرافية هي في الأصل فضاء الانتماء وأرض الانتساب”، مبرزا أن علاقات المغرب بإفريقيا علاقات تاريخ مشترك، وهوية متمازجة وانتماء جغرافي واحد، وعلاقات إيمان وقناعة بالانتماء والمصير المشترك.

وأضاف أنه انطلاقا من هذا الارتباط القوي بين المغرب وإفريقيا ارتأى جلالة الملك محمد السادس إعطاء دفعة لأواصر وعلاقات التعاون مع البلدان الافريقية، من خلال تكثيف الزيارات إلى مختلف جهات ومناطق القارة، الشيء الذي ساعد على تطوير علاقات ثنائية متميزة وذات مضمون غني وملموس.

وأشار إلى أن إفريقيا أضحت الوجهة الأولى للجولات الملكية منذ سنة 2002، حيث قام جلالته بحوالي 51 زيارة لما يناهز 26 بلدا إفريقيا، مؤكدا أن هذه الجولات لم تأت بمحض الصدفة أو بشكل اعتباطي، ولكن ثمرة تفكير عميق واختيار إرادي لتوجيه المغرب صوب عمقه التاريخي والجغرافي القضائي.

وقال السيد بوريطة إن هذه الزيارات ساهمت في بلورة الرؤية الملكية للقارة، والقائمة على عدد من المحددات، يمكن ذكر خمسة أساسية، يتمثل أولها في المعرفة الدقيقة بالواقع الميداني، حيث كانت الزيارات الملكية مناسبة للاطلاع عن كثب على الواقع الإفريقي بكل أبعاده من خلال لقاءات جلالة الملك ليس فقط مع المسؤولين الرسميين ولكن مع الفاعلين الاقتصاديين والفئات الشبابية والقوى الحية.

وأوضح أنه انطلاقا من هذه المعرفة العميقة، طور جلالة الملك رؤية إيجابية إزاء القارة الإفريقية ومقاربة متفائلة تثق في قدرات وطاقات القارة، وتعتز برصيدها الثقافي وإمكاناتها البشرية، وتثمن تطورها الديمقراطي والاقتصادي، وتؤمن بدينامية مجتمعها المدني ونسيجها الاقتصادي، وهو ما عبر عنه الخطاب الملكي بأديس أبابا بتاريخ 31 يناير 2017 “ويحق لإفريقيا اليوم أن تعتز بمواردها وبتراثها الثقافي وقيمها الروحية. والمستقبل كفيل بتزكية هذا الاعتزاز الطبيعي من طرف قارتنا”.

أما المحدد الثالث، يضيف الوزير، فيتمثل في العمل في إطار الشراكة جنوب-جنوب كشراكة فاعلة ومنتجة للثروة ومبنية على مبدأ رابح-رابح. فجلالة الملك لا يرى في التعاون جنوب-جنوب كترف ثانوي مكمل للتعاون شمال-جنوب فقط، بل هو محور مستقل وأساسي في التعاون الدولي يشكل رافعة أساسية للتنمية المشتركة في القارة.

وأشار إلى أن المحدد الرابع يتجسد في الارتكاز على مقاربة ملموسة لإنجاز مشاريع تنموية مهمة، فالالتزام الإفريقي، كما يراه جلالة الملك، ليس فقط شعارات رنانة، ولا خطابات فضفاضة، أو اجتماعات مناسباتية أو مبادرات إعلامية. إنه انخراط في مشاريع ملموسة وعملية تعود بالنفع على الساكنة، وتخلق الثروة، وتساهم في التنمية، ومن تم يحرص جلالة الملك على تأمين المتابعة الصارمة لتطور إنجاز المشاريع التنموية المندمجة والمهيكلة والرائدة التي تم إطلاقها وفق آليات دقيقة ليصبح كل اتفاق موقع أو شراكة مرساة ذات مفعول وأثر وفق منطق دبلوماسية القول والفعل.

وأكد أنه بفضل هذه الرؤية الملكية الواضحة والانخراط الملكي القوي تعززت مجالات التعاون بين المملكة وبلدان القارة الإفريقية، دبلوماسيا و ثقافيا ودينيا و عسكريا، و اقتصاديا و كذا على مستوى وسائل المواصلات.

وعلى المستوى الدبلوماسي ذكر الوزير بأن المغرب وقع، منذ 1999، 952 اتفاقية مع 80 في المائة من الدول الإفريقية، تشمل كل مجالات التعاون (التعليم العالي وتكوين الأطر، والصحة، والبينية التحتية، والطاقات المتجددة، والتطهير والمياه)، مشيرا إلى تطور الشبكة الدبلوماسية المغربية في إفريقيا حيث بلغت الآن 29 سفارة لتمثل ثلث الشبكة المغربية في العالم، منها خمس سفارات جديدة فتحت في 2016 (الموزمبيق، رواندا، أوغندا، بنين وتنزانيا).

وبالمقابل، يضيف السيد بوريطة، بلغ عدد سفارات الدول الإفريقية المعتمدة بالرباط 32 سفارة، مما يجعل الرباط عاصمة دبلوماسية إفريقية بامتياز، كما تضاعف عدد المغاربة المقيمين بإفريقيا جنوب الصحراء ثلاث مرات في ظرف 12 سنة، بحيث ارتفع إلى 15 ألفا و586 مقابل 4500 سنة 2005، مشيرا إلى أنه بالموازاة، تمت تسوية وضعية مواطنين أفارقة بالمغرب خلال الشطر الأول، ولازال 20 ألف طلب قيد الدراسة في الشطر الثاني لعملية التسوية.

أما على المستوى الثقافي والديني، قال الوزير إن حوالي 25 ألف طالب إفريقي تخرجوا من الجامعات المغربية، كما تم تكوين أزيد من 5 آلاف إطار إداري إفريقي في مختلف التخصصات، موضحا أنه خلال هذه السنة بلغ عدد المسجلين بمختلف التخصصات الجامعية 8600 طالب إفريقي، يستفيد حوالي 6600 منهم من المنحة، أي أكثر من 80 في المائة، كما يقوم معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات حاليا بتكوين 1000 طالب، 78 في المئة منهم من نيجيريا، مالي والسنغال وكوت ديفوار وغينيا ورواندا وتنزانيا.

وقال إنه على المستوى العسكري يتواجد حاليا حوالي 1596 من القبعات الزرق المغاربة حصريا بالقارة الإفريقية (جمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية إفريقيا الوسطى)، مذكرا بأنه منذ ستينيات القرن الماضي، بلغ عدد القبعات الزرق المغاربة الذين تم نشرهم في إطار عمليات حفظ السلام بإفريقيا حوالي 60 ألفا شمل تدخلهم 6 مسارح عمليات إفريقية مختلفة (الكونغو، والصومال، وكوت ديفوار، والكونغو الديمقراطية وجمهورية إفريقيا الوسطى).

وفي نفس السياق تمت إقامة مستشفيات عسكرية وأخرى ميدانية متعددة الاختصاصات في كل من جنوب السودان، والصومال، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وغينيا، والنيجر، وغينيا بيساو، وبوركينا فاسو ومالي. كما قام المغرب بتوزيع مئات الأطنان من الأدوية والمواد الغذائية كهبة.

أما على المستوى الاقتصادي، فأوضح الوزير، على الخصوص، أن ثلثي الاستثمارات الخارجية المغربية موجهة لإفريقيا، حيث أصبح المغرب ثاني مستثمر إفريقي داخل القارة والأول بغرب إفريقيا، مضيفا أن حجم المبادلات التجارية مع الدول الإفريقية ارتفع، حيث سجلت نسبة نمو 11 في المئة خلال الفترة 2005-2015. كما تضاعف حجم المبادلات التجارية بين المغرب والدول الإفريقية ما بين 2002 و2014 خمس مرات.

وذكر بأنه منذ سنة 2014، تم توقيع 426 اتفاقية مع 15 دولة إفريقية، بمشاركة 80 فاعلا اقتصاديا مغربيا من القطاعين العام والخاص مع 300 شريك إفريقي همت على سبيل المثال إنشاء 34 ألف وحدة سكنية، وإقامة 25 مشروع اجتماعي، و6 برامج للتمويلات الصغرى، مبرزا أنه ما بين 2015 و2018 التزم المغرب بتزويد 100 ألف مزارع إفريقي في 6 دول بإفريقيا الغربية والشرقية بالأسمدة، بتكلفة ميسورة، من أجل تمكينهم من الرفع من إنتاجيتهم ومدخولهم.

وأشار أيضا إلى أن أكثر من 1000 ألف مقاولة مغربية تتواجد حاليا بإفريقيا،  وأن المقاولات المغربية استثمرت في الفترة ما بين 2008-2015 ما مجموعه 2,2 مليار دولار، خاصة في إفريقيا جنوب الصحراء، فضلا عن تواجد البنوك المغربية في أكثر من 26 بلدا إفريقيا، حيث يحتل التجاري وفابنك المرتبة الرابعة ضمن شبكة البنوك الإفريقية، إن يتوفر على 3300 وكالة، و16 ألفا و700 متعاون و7 ملايين زبون.

أما على مستوى وسائل المواصلات، يتوفر المغرب، يقول السيد بوريطة، على بنية لوجستية كبيرة كميناء (طنجة ميد) الذي يوفر 34 خطا بحريا يوميا باتجاه 20 بلدا إفريقيا، في حين يوفر مطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء 32 رحلة يومية باتجاه مختلف عواصم القارة الإفريقية بمعدل 100 رحلة في الأسبوع.

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *