3 نونبر 2024

بنك المغرب يحتفي بتجربة الفنان التشكيلي الراحل عباس صلادي

بنك المغرب يحتفي بتجربة الفنان التشكيلي الراحل عباس صلادي

يحتضن فضاء متحف بنك المغرب بالرباط، في الفترة الممتدة من 18 فبراير إلى غاية 30 يونيو المقبل، معرضا استعاديا يسلط الضوء على أعمال الفنان التشكيلي الراحل عباس صلادي (1950-1992)، من أجل إعادة اكتشاف وتقييم مسيرة هذا الفنان المغربي المتميز.

ويضم المعرض، المنظم تحت عنوان “صلادي”، حوالي ستين لوحة، بعضها لم يسبق عرضه، “تختزل خمسة عشر عاما من العطاء المستمر، كما تفتح الباب أمام عالم خيالي حساس للغاية يتم فيه الاحتفاء بأشكال واقع لا يربطه بالحقيقة سوى المظهر، بذكاء يفوق التعريفات الكلاسيكية للتصوير”.

كما يشمل المعرض الاستعادي، عددا من الأرشيفات لم يتم نشرها من قبل، لمنح مزيد من المعلومات حول أهمية مسار صلادي، وهي عبارة عن أرشيفات صوتية فريدة وكاتالوغات ومنشورات جماعية مخصصة له، إضافة إلى كتب له (روايات وقصائد وحكايات)، وملصقات للمعارض التي شارك فيها، وكذا صور قديمة ونادرة للفنان، سواء بمفرده أو بصحبة أقاربه، علاوة على أغراض شخصية له باعتبارها شواهد على عبقرية صاحبها.

وقال مدير متاحف بنك المغرب، رشدي البرنوصي، إن معرض “صلادي” يدخل في إطار البرمجة الثقافية لمتاحف بنك المغرب، والتي تهدف إلى إبراز أكبر الفنانين التشكيليين المغاربة، والمساهمة في الحركية الثقافية التي تعرفها العاصمة الرباط، والمغرب بصفة عامة.

وحسب وثيقة وزعت بالمناسبة، ينقسم مسار معرض “صلادي”، إلى ثلاث مراحل، تكشف الأولى (لحظة شاعرية “أواخر السبعينيات”) عن المسار التشكيلي لصلادي من تطور بدايات الفنان شبه الساذجة نحو التعبير بطرق أكثر ذاتية. ففي أعماله الأولى، كان الواقع كمصدر للإلهام حاضرا يرافق شخصيات رائعة تنبض بالحياة، في ساحة تجارية عامة محاطة بمتاجر تعرض مواد حرفية؛ كما تم تجسيد بنيان الأمكنة بشكل متطابق إلى حد ما، في اللوحات الموالية، تشرع المخيلة في تغيير الشكل والنبرة حيث ستصبح الألوان أكثر بريقا وذات حمولة رمزية.

وبخصوص المرحلة الثانية، (تحليق الرالي “1980-1985”)، فقد وجد صلادي طريقه كفنان مبدع، حيث قام بتحديد مجال تحرياته الأساسية والجمالية كما جرد زخارفه المعمارية والنباتية وصقل مادته، هذا وقد اتخذت مورفولوجيا وعري شخصياته طابعا خاصا. وكل ما أنتج صلادي خلال هذه الفترة وما يليها كان أكثر توفيقا مما جعله يمر من بوابة كبيرة نحو أسرار خيالية مرصوفة برؤی خارقة للطبيعة.

أما بالنسبة للمرحلة الثالثة، (التكريس “1986-1992”)، فتسلط الضوء على تجربة صلادي التي اكتسبت نضوجا أكبر، خاصة ببراعة خطه التي لا تضاهي وبألوانه الحدسية المكيفة مع تشكيلاته، حيث تملك فنا صنفه في خانة الفنانين التشكيليين المغاربة الحداثيين. هذا وقد تميزت هذه المرحلة، رغم قصرها، بمزيد من الإنجازات الفنية ذات تقنيات عالية وتكتيكات سينوغرافية تنقل إلى الحلم وتخاطب واقعا خياليا لعالم فوق طبيعي.

وسيتوج المعرض التكريمي بإصدار كاتالوغ يسلط الضوء على مسار وتنوع إنجازات هذا الفنان، وكذا بعرض شريط فيديو لشهادات مختلفة للأصدقاء والشخصيات الفنية والثقافية التي تعرف عليها صلادي أو التي كانت تتردد عليه.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *