بعد شهور على شفائها من السيدا.. علماء: السر بالخلايا الجذعية
أفاد أطباء من الولايات المتحدة، الأربعاء، بأن مريضة نيويورك التي أُعلن احتمال شفائها من الإيدز في وقت سابق من العام الماضي، قد أمضت نحو 30 شهرا من دون رصد فيروس نقص المناعة المكتسب.
وعُرضت حالة المرأة في مؤتمر عن الفيروسات والعدوى في دنفر بولاية كولورادو في فبراير عام 2022، وتمت فيها الاستعانة لأول مرة بدم الحبل السري وهو أسلوب علاجي جديد قد يجعل العلاج متاحا لعدد أكبر من المرضى.
ورغم الإعلان عن شفاء الحالة العام الماضي، إلا أن هذا النهج العلاجي لم ينشر حينها في ورقة بحثية توثق المنهجية الجديدة، وهو ما أقدم عليه أطباء بالولايات المتحدة، إذ نُشرت دراسة بهذا الشأن يوم الأربعاء في دورية “Cell” الطبية.
بارقة أمل لمرضى الإيدز
في تصريحات خاصة لموقع سكاي نيوز عربية، قالت إيفون بريسون من جامعة كاليفورنيا، والتي شاركت في قيادة الدراسة مع الدكتورة ديبورا بيرسود من جامعة “جونز هوبكنز” في بالتيمور:
تفيد الدراسة بأن أول امرأة من عرق مختلط قد حققت علاجا محتملا من مرض الإيدز.
من خلال متابعتنا المستمرة نستطيع القول إن الحالة باتت خالية الآن من فيروس نقص المناعة البشرية ولمدة 30 شهرا، كما شفيت من سرطان الدم لخمس سنوات متصلة.
استخدام مزيج من خلايا دم الحبل السري مع الخلايا الجذعية المتطابقة يوسع نطاق التطبيق ليشمل مجموعات سكانية أكثر تنوعا.
خلايا دم الحبل السري هي أكثر تحملا ولا تتطلب تطابقا صارما (كما هو الحال في الخلايا الجذعية)، لذلك من السهل العثور على تطابق مناسب للأجناس المتنوعة.
يشار إلى أنّ ثمَّة ما يقرب من 38 مليون شخص حول العالم يتعايشون مع فيروس نقص المناعة المكتسبة، شريطة الالتزام الصارم بالعلاجات المضادة للفيروسات مدى الحياة.
وفي عام 2009 كان “مريض برلين” أول شخص شُفي من فيروس نقص المناعة البشرية، ومنذ ذلك الحين، شُفي رجلان آخران أيضا من الفيروس، وهما: “مريض لندن” و”مريض دوسلدورف”.
وخضع المرضى الثلاثة لعمليات زرع الخلايا الجذعية كجزء من علاجات السرطان الذي أصابهم، وفي جميع الحالات، جاءت الخلايا المانحة من بالغين متوافقين أو “متطابقين” يحملون نسختين من طفرة CCR5-delta3، وهي طفرة طبيعية تمنح مقاومة لفيروس نقص المناعة عن طريق منع فيروس الإيدز من إصابة الخلايا.
وفي حالة مريضة نيويورك، اعتمد الأطباء على منهجية زرع مزيج من الخلايا المقاومة لفيروس “إتش آي في” والمأخوذة من دم الحبل السري مع خلايا جذعية، نظرا لأن دم الحبل السري قد لا يحتوي على عدد كبير من الخلايا، وقد يستغرق الأمر وقتا أطول قليلا ليكون فعالا.
لذا يقول الأطباء “إن استخدام مزيج من الخلايا الجذعية من قريب متطابق للمريض وخلايا من دم الحبل السري يعطي خلايا دم الحبل السري دفعة قوية ويجعلها أكثر فعالية”.
وتؤكد الدراسة على الأهمية البالغة لطفرة CCR5-delta3 كجزء من عمليات زرع الخلايا الجذعية لمرضى فيروس نقص المناعة، لأن جميع العلاجات الناجحة حتى الآن اعتمدت على هذه الطفرة.