المغرب لن يدخر جهدا في مجلس السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي في مساندة المساعي الرامية لتثبيت السلم بجنوب السودان
أكد المغرب، أمس السبت، بنواكشوط، أنه لن يدخر جهدا، باعتباره عضوا فعالا في مجلس السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي، في مساندة المساعي الرامية لتثبيت السلم في جنوب السودان.
جاء ذلك خلال اجتماع لمجلس السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي، عقد بالعاصمة الموريتانية على مستوى رؤساء الدول والحكومات، عشية القمة العادية الـ31 للاتحاد الافريقي (1 و2 يوليوز)، وخصص لمناقشة الوضع الراهن في دولة جنوب السودان.
وقال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، السيد ناصر بوريطة، في كلمة خلال هذا الاجتماع، الذي ترأسه رئيس جمهورية سيراليون، جوليس مادا بيو، وحضره، بالخصوص، العديد من رؤساء الدول والحكومات، ورئيس مفوضية الاتحاد الافريقي موسى فقي محمد ، إن “المملكة المغربية كعضو فعال في مجلس السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي، لن تذخر جهدا في سبيل مساندة جميع المساعي الرامية لتثبيت السلم، بما يحقق مصلحة شعب جنوب السودان وتطلعاته نحو الاستقرار”.
وأوضح أن “دولة جنوب السودان تمر من مرحلة حساسة، ربما تكون الفرصة الأخيرة، وهي تحتاج إلى متابعة دقيقة، ووضع كل الأطراف أمام مسِؤولياتها واتخاد تدابير استباقية في حالة الإخلال بالالتزامات التي أخدتها الأطراف على عاتقها”.
وأضاف أن التوقيع يوم 29 يونيو 2018، بالخرطوم على اتفاق بين الأطراف الرئيسية للصراع في دولة جنوب السودان، يبعث على الأمل نظرا لما تضمنه من التزامات مهمة، مثمنا جهود ودور منظمة (الإيغاد)، ودور رئيس جمهورية السودان، عمر حسن البشير، الذي تم تحت إشرافه التوقيع على هذا الاتفاق.
غير أن هذا التوقيع، يقول السيد بوريطة، “يبعت على الحذر الكبير، حتى لا ينضاف إلى الاتفاقات الأخرى التي أدى عدم احترامها إلى تفاقم الوضع على أرض الواقع”، مبرزا أنه ومنذ توقيع اتفاق السلام بأديس أبابا في 2015، أسفر النزاع في جنوب السودان عن مقتل قرابة 10 آلاف فرد وتشريد حوالي 4.3 مليون شخص، أي حوالي ثلث السكان.
وتابع أن التقارير الدولية تشير أيضا إلى ارتفاع خطير في معدلات سوء التغذية، خاصة بين الأطفال، وكذا تفاقم الأمراض المتصلة بمخاطر الجوع، حيث إن هناك 7 ملايين شخص سيواجهون نقصا حادا في الغذاء خلال الأشهر المقبلة، إذا لم يتم القيام بتدخلات عاجلة من أجل إيجاد حل لوضعيتهم الإنسانية المؤلمة.
وعبر، في هذا السياق، عن تثمين المملكة المغربية لدور رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فقي محمد، على تقريره حول جنوب السودان، و”نحن نتقاسم تقييمه للوضع في هذا البلد الافريقي”.
وأعرب عن أمل المملكة المغربية في أن “جميع الأطراف ستضع هذه المرة مصلحة بلدها فوق كل اعتبار، وذلك من أجل استقراره، والعمل من أجل مصلحة شعب جنوب السودان”، مؤكدا دعم المملكة كذلك للمجهودات الحميدة للممثل الأعلى في الاتحاد الإفريقي لجنوب السودان، ألفا عمر كوناري، “الذي يبذل أدوارا مهمة من أجل تحقيق وبناء السلام وإرساء دعائم الأمن والاستقرار في هذا البلد الشقيق”.
وأضاف أن المملكة المغربية تثمن، في هذا الشأن، مساعي هيئة الأمم المتحدة عبر بعثتها في جنوب السودان، حاثة جميع الأطراف على تسهيل مهمتها وخلق بيئة مواتية لتقديم المساعدات الإنسانية.