المغرب.. “طفل من بين 50 يولد توحديا” شعار حملة تحسيسية لتعزيز الوعي
قال رئيس جمعية (VAINCRE L’AUTISME Maroc)، امحمد ساجيدي، إن الحملة التحسيسية التي أطلقتها الجمعية تحت شعار “طفل من بين 50 يولد توحديا”، بمناسبة اليوم العالمي للتوعية باضطراب التوحد (2 أبريل) ، تروم التوعية بأهمية التشخيص المبكر والتكفل السريع بهذه الفئة من الأطفال.
وأوضح ساجيدي، في حديث صحافي، أن هذه الحملة التي تستمر طيلة شهر أبريل (شهر التوحد)، تتوخى إطلاع الرأي العام على مستوى انتشار اضطراب التوحد، والذي ازدادت حدته في السنوات الأخيرة، مبرزا أن أحدث الدراسات المنجزة بالدول المتقدمة كشفت بأنه « خلال 20 عاما، انتقلنا من ولادة واحدة مصابة بالتوحد في كل ألف ولادة، إلى ولادة واحدة في كل مائة، ثم إلى ولادة واحدة في كل 50 اليوم ».
وسجل أن هذه الوتيرة السريعة للانتشار لا يواكبها، للأسف ، وضع الآليات الملائمة للتكفل بالعدد المتزايد من الأطفال المصابين بالتوحد، لاسيما أنه من المعترف به دوليا أن الشخص المصاب بالتوحد يحتاج إلى تعليم مهيكل وم كيف ودائم، مما يتطلب تطوير بنيات تربوية مبتكرة موجهة للمصابين باضطرابات طيف التوحد. ويتمثل الهدف الثاني للحملة – يضيف رئيس الجمعية – في تسليط الضوء على الحلول الملائمة لاحتياجات الأطفال المصابين بالتوحد، مشيرا بهذا الخصوص إلى أن جمعية (VAINCRE L’AUTISME Maroc) عملت على تطوير مجموعة من الحلول التي حصلت على تقييم ممتاز والقابلة للتعميم على نطاق واسع، فضلا عن كونها نالت استحسانا كبيرا من قبل الأسر. من أجل ذلك، قال السيد ساجيدي إن الجمعية باشرت عددا من المبادرات لدى السلطات العمومية والعديد من المؤسسات بهدف الانخراط في شراكات، وتسعى للحصول على دعم الشركاء من القطاع الخاص للمساعدة في تطوير هذه الحلول.
وسجل أيضا أن هذه الحملة التحسيسية تستجيب لهدف مزدوج، من خلال وفائها برسالة جمعية (VAINCRE L’AUTISME)، وهي الحفاظ على دورها للإنذار بشأن مستويات الإصابة التي تتزايد باستمرار، والتوجه نحو المستقبل من خلال حلول مبتكرة للتكفل، حتى يتمكن الأطفال التوحديون من العيش في ظروف أفضل.
وبخصوص واقع الأشخاص المصابين باضطراب التوحد بالمغرب، قال السيد ساجيدي إن المؤتمر الوطني الأول حول التوحد سنة 2004 مكن من إخراج هذا الموضوع إلى دائرة الضوء في بلادنا، حيث تم إطلاق العديد من الحملات الإعلامية والتوعوية والتكوينية، معربا عن أسفه لغياب خطة حقيقية حتى الآن أو ميزانية مخصصة لتمويل رعاية والتكفل بالأشخاص التوحديين، حيث لا تزال الأسر وحيدة في مواجهة الواقع الصعب لأبنائها. وسجل في المقابل أن الأمر يبدو أكثر إثارة للتفاؤل في ما يتعلق بتكوين المهنيين وزيادة عمليات التشخيص المبكر.
وأشار إلى أنه في غياب دراسة وبائية، لا توجد أرقام مضبوطة عن عدد الأطفال المصابين بالتوحد بالمغرب « غير أنه بناء على معدلات الانتشار على الصعيد الدولي، يوجد في المغرب 680 ألف مصاب بالتوحد ، من بينهم 216 ألف طفل، بمعدل ولادة يقدر بـ12800 في السنة، أي 35 ولادة في اليوم »، مشددا على أنه في ضوء معدلات الانتشار هاته، أصبح من الملح أن تضع الحكومة خطة للتكفل بالمصابين باضطراب طيف التوحد.
وفي ما يتعلق بالبرامج التي تعتمدها (VAINCRE L’AUTISME Maroc) في عملها اليومي مع مختلف الأطراف: الأطفال التوحديون، الأسر، باقي مكونات المجتمع المدني، قال رئيس الجمعية إن هذه الأخيرة تقوم بهيكلة أنشطتها وفق مجموعة من الأقطاب وبشكل محدد الأهداف، من أجل الملاءمة مع ما هو معمول به على الصعيد الدولي، مبرزا أن مختلف فروع الجمعية تسهر على تطبيق هذه الأهداف بكل الدقة اللازمة.
وقال بهذا الخصوص « باعتبارنا جمعية للأسر، فإن نضالنا يصب في اتجاه ضمان احترام الحقوق من خلال محاربة جميع أشكال التمييز والإقصاء التي يعاني منها الأطفال المصابون بالتوحد وأسرهم. ف+قطب الآباء+ مثلا مخصص للدعم النفسي والإداري والقانوني للآباء. نحن نرافقهم حتى يخرجوا من العزلة، ويدركوا حقوقهم وحقوق أبنائهم ».
أما « قطب التدخلات »، يضيف السيد امحمد ساجيدي، فيهتم بالتكفل بالمصابين بطيف التوحد (أطفالا وبالغين) من خلال مجموع الحلول التي طورتها الجمعية، على غرار التصور الخاص بمركز (FUTUROSCHOOL) (يوجد مقره بالرباط)، والذي يضم متخصصين في التوحد وعلماء النفس ومشرفين. وخلص إلى أن هذه الحلول البديلة لجمعية (VAINCRE L’AUTISME Maroc) ترتكز على مفاهيم مبتكرة للتميز تتلاءم مع الاحتياجات الخاصة للعلاج وتسمح بتحسن حالة أي طفل مصاب بالتوحد بغض النظر عن سنه أو مستواه أو مكان إقامته، مبرزا أن تنفيذ هذه الحلول المختلفة يعتمد على إشراك وانخراط الأبوين.