2 نونبر 2024

المسرحي عبد المجيد فنيش يرثي الراحلة خديجة أسد

خديجة أسد… كنزة الاوربية بلمسة صديقية

خديجة اسد: انطلقت غاية في الشموخ، ورحلت غاية في البهاء، هكذا كانت مسيرتها الفنية بين علامتين ، يسميها اخرون صيحتين: الاولى يصيح فيها المولود في وجه أهله حين الخروج من الرحم ، واما الثانية فيصيح فيها الاهل في وجه هذا المولود حين تفيض روحه بعد عمر كان كتابا مؤجلا.

دوما والى غاية اللحظة، ستبقى صورة خديجة اسد امام عيني وفي عمق الذاكرة، وهي تقف في عنفوان عنفوانها الباذخ، في مشهد ماتع من الخالدة مسرحية * مولاي ادريس * التي صاغها الاديب الشاعر احمد عبد السلام البقالي ، و نحتها على الركح العميد العمدة الطيب الصديقي.

كان هذا، على خشبة سينما الامبير في فاس، شهر مارس سنة 1964, وقد وضع الصديقي ثقته في خديجة اسد لتشخص دور كنزة بنت عبد الحميد الاوربي امير قبيلة* اوربة *التي بايعت المولى ادريس الاكبر، وتم ساعتها زواجه مع *كنزة * لتكون والدة لباني مدينة *فاس * ، *المولى ادريس الازهر *.

في هذا العمل التاريخي الذي ابدعه الصديقي بلمسة تجريبية مبهرة، وقفت خديجة بكل رونق اما م مشخص دور المولى ادريس الاكبر ، الفنان الايقونة هلال عبد اللطيف، رحمه الله
واسكن ارواح خديجة والبقالي والصديقي جنة الفردوس، جزاء لهم على حسن الصنيع في تقديم لحظة فارقة من تاريخ الامة.، بكل علىو مراتب الصنعة الابداعية التي امتزجت فيها- بتركيب سحري- الوثيقة التاريخية الجامدة، و المشهدية الفرجوية المتدفقة.

هكذا، و بكل الايجاز كانت البداية الكاملة المتكاملة لخديجة التي توفقت ونجحت في ان تجمع بين حسن البداية وحسن الخاتمة.

وهاهي خديجة اسد تحط الرحال في دار البقاء، بعد ان شكلت على مدى نصف قرن احد اقوى وابهى ثنائي درامي مغربي في رفقة حبها عشقها زوجها ، الفقيد سعد الله عزيز تغمده الله بواسع الرحمة.

ترحل خديجة ، و قد تركت للناس خزانة درامية متنوعة غنية بكل جيد وماتع، تفاعل معه بكل اعجاب و استحسان جيلان من مختلف الاذواق.

كم كانت قد ملات الدنيا حيوية وبهجة، و كم كانت حريصة على ان تتحمل ثقل الالم دون ان تزعج احدا .

والان ، وقد قالت خديجة كلمتها وانصرفت، سيقول الناس-كل الناس- ، اه ثم اه كم كانت خفيفة الظل في حضورها وفي لحظة غيابها.

الرحمة على روحك ايتها الجميلة .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *