المحلل محمد الزهراوي يكشف خبايا قطع المغرب علاقاته مع إيران
كشف محمد الزهراوي، الباحث المتخصص في شؤون الصحراء، وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش بعضا من حيثيات قطع المغرب لعلاقاته مع إيران.
وقال الزهراوي “بمجرد أن أعلن المغرب عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع ايران، حتى تقاطرت التعليقات حول هذا الموقف بين داعما ومشككا ومتفاجئا، لكن المثير في بعض الاراء أنها جاءت بخلفيات عاطفية ومتسرعة و تقفز ولا تراعي التحولات التي يعرفها المسرح الدولي والمصالح الثابثة والمتحولة التي تتحكم في بلورة المواقف والاختيارات”.
وأضاف الأستاذ الجامعي “ويمكن الحديث هنا عن ملاحظتين اثنتين :
الاولى، البعض “يشكك في الاطروحة الرسمية” ويعتقد أن الموقف المغربي ليس محكوما بالخلفيات المعلن عنها، ويرى هذا الاتجاه أن القرار جاء بطلب من السعودية أو ارضاءا للخليجين فيما يروج خصوم المملكة أن قطع العلاقة جاء تلبية لطلب اسرائيل. ومعظم هذه القراءات تبقى سطحية وتفتقر الى الموضوعية، لانه ماذا ستستفيذ اسرائيل من قطع المغرب لعلاقاته بايران!! أما الادعاء أن السعودية وراء القرار، فلماذا لم يقطع المغرب علاقته بقطر إثر الازمة الخليجية!! لماذا اختار المغرب الحياد خلال هذه الازمة ؟ وجراء ذلك عرفت العلاقة المغربية السعودية حالة من الجفاء والفتور عدة شهور قبل لقاء باريس الذي جمع الملك محمد السادس بولي العهد سليمان..لكن رغم كل هذه التساؤلات، فالمغرب رغم عودة العلاقات الدبلوماسية مع ايران سنة 2016 فان ذلك لم يمنع المملكة من المساهمة امنيا وعسكريا في حماية الامن القومي الخليجي، فالعلاقة مع ايران لم تمنع الجيش الملكي من المساهمة في الحرب في اليمين ضد الحوثيين باعتبارهم ميليشيات ايرانية تخوض الحرب بالوكالة”.
واستطرد الزهراوي قائلا “أما الملاحظة الثانية، فتتعلق ب” عقيدة المغرب الدبلوماسية”، فمن خلال مجموعة من التحولات يتبين أنها غير واضحة، وتجد الدبلوماسية المغربية صعوبة في تبرير وتسويق مواقفها و تحركاتها واختياراتها، وهنا يمكن فهم وتفهم الاراء والتعليقات المشككة في الموقف إزاء ايران، لانه في الوقت الذي ينساق المغرب ويدعم دول الخليج يلاحظ أن هناك فتور وجفاء من طرف هذه الدول..باستثناء العلاقة الشخصية لامراء تلك الدول مع الملك، فالعلاقة مع الدول الخليجية غير مدروسة وتحتاج الى مأسسة، من خلال طرح عدة تساؤلات من قبيل ماذا استفاد المغرب من دول الخليج؟ ما هي مكاسب المشاركة العسكرية في الحرب في اليمن؟ كيف يدبر المغرب علاقاته الثنائية مع دول الخليج؟ هنا يمكن استحضار موقف الملتبس للكويت في مجلس الامن وموقف السعودية وقطر….!!!!”.