5 نونبر 2024

اللقاح يشعل حربا ويكشف الوجه الأناني للغرب

اللقاح يشعل حربا ويكشف الوجه الأناني للغرب

في الوقت الذي تتنازع فيه المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي على تخصيص شحنات اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، تنطلق الدعوات لإنهاء “التدافع المجنون” لقومية اللقاحات والبدء في التعاون لضمان حصول جميع البلدان على كميات “عادلة ومنصفة” من اللقاح للحماية من كورونا.

ويثار الحديث عن المصطلح الجديد “قومية اللقاحات”، الذي خرج من رحم أزمة “كورونا”، وأطلقه رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، للحديث عن استئثار دول بعينها بكميات كبيرة من لقاحات كورونا، بينما تتجاهل الدول الفقيرة.

واعتبرت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية أن الاتحاد الأوروبي مستعد لاستخدام “كل الوسائل الشرعية” لعرقلة تصدير لقاح “فايزر” المضاد لكورونا إلى بريطانيا وسط النقص في التوريدات.

وقالت الصحيفة إنها اطلعت على رسالة مسربة لرئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، قال فيها إن بروكسل تدرس “إجراءات عاجلة” لضمان توريدات اللقاح لسكان الاتحاد.

ويأتي ذلك في سياق “حرب اللقاحات” التي أثارها قرار شركة “أسترازينيكا” البريطانية – السويدية تأخير توريدات لقاحها للاتحاد الأوروبي بسبب مشاكل في الإنتاج، وفي الوقت ذاته توفير اللقاح بالكمية الضرورية لبريطانيا.

وفي المقابل ينظر الاتحاد الأوروبي في إمكانية عرقلة توريد لقاح «فايزر» الأمريكي إلى بريطانيا، الذي حجزت المملكة المتحدة 40 مليون جرعة منه.

وجاء في رسالة ميشيل الموجهة إلى زعماء النمسا وجمهورية التشيك والدنمارك واليونان، أن “ذلك سيتيح للاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء الوسائل القانونية لضمان الإنتاج الفعال للقاح والتوريد إلى سكاننا”.

وأكد ميشيل عزمه على تسوية القضية مع “أسترازينيكا” عبر “الحوار والتفاوض”، ولكن في حال “عدم إيجاد أي حل مناسب، أعتقد أننا يجب أن ندرس كل الخيارات واستخدام كل الوسائل الشرعية المتوفرة لدينا بموجب المعاهدات”.

وأشارت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، في تقرير لها اليوم الجمعة، إلى أن الاتحاد الأوروبي يخشى تأخر توريدات اللقاح، حيث تم تطعيم 2% من عدد سكان الاتحاد فقط.

وكانت شركة “أسترازينيكا” قد اعترفت بتأخرها عن جدول التوريدات بسبب مشاكل مع الإنتاج.

وكشفت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية عن اقتراب خطة الاتحاد الأوروبي للتطعيم ضد فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) إلى مواجهة أزمة حرجة بعدما أوقفت عدة مناطق في دول أوروبا حملة التطعيم بسبب نقص اللقاحات وتحركت بروكسل لتقييد صادراتها للحفاظ على مخزونات اللقاح.

وذكرت الصحيفة – في تقرير نشرته على موقعها الالكتروني اليوم الجمعة – أن اللجنة الألمانية المستقلة، التي تقدم المشورة للحكومة بشأن سياسة التطعيم، أوصت بعدم استخدام لقاح (أسترازينيكا) للأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاما، وهي خطوة تزيد الضغط على جهود التطعيم في مواجهة فيروس كورونا في الكتلة الأوروبية.

وأفادت بأن السلطات في باريس أوقفت في الوقت نفسه إعطاء الجرعة الأولى من لقاح كورونا، في حين أعلنت عاصمة البرتغال “لشبونة” بطء حملة التطعيم بسبب العجز في إمدادات اللقاحات.

وأضافت «فايننشال تايمز» أن باريس ومنطقتين أخريين يمثلان حوالي ثلث السكان الفرنسيين قرروا تأجيل التطعيمات الجديدة لمدة تصل إلى أربعة أسابيع للحفاظ على الجرعات لمن يحق لهم أخذ الجرعة الثانية والأخيرة من لقاح فايزر/ بيوتك.

وأشارت إلى إعلان وزارة الصحة الفرنسية الليلة الماضية عن تراجع شحنة لقاح موديرنا إلى البلاد بنسبة أقل 25% من التوقعات المخطط لها في فبراير المقبل.

وفي مواجهة نقص مماثل، أعلنت البرتغال تأخر انطلاق حملة التطعيم لمدة تصل إلى شهرين. وتتبع البلاد العاصمة الإسبانية /مدريد/ التي حذرت أمس الأول من أنها ستتوقف عن حملتها لمدة 10 أيام.

وقالت الصحيفة البريطانية إن بروكسل تحاول إعادة تأكيد سيطرتها على حملة التطعيم لمواجهة الجائحة في خضم الخلاف المتصاعد مع استرازينكا حول مشاكل الإمداد باللقاحات.

وكتب تشارلز ميشيل رئيس المجلس الأوروبي إلى زعماء أربع دول أعضاء يدعو الكتلة الأوروبية إلى استكشاف سبل استخدام السلطات القانونية الجديدة و”إجراءات الإنفاذ” لتكثيف إنتاج اللقاح في الاتحاد الأوروبي. وتأتي حملة التطعيم المتعثرة في الاتحاد الأوروبي مع تقدم التطعيمات بوتيرة متسارعة في بلدان أخرى بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

وأضافت الصحيفة البريطانية أنه من المقرر أن يقترح الاتحاد الأوروبي اليوم الجمعة تمكين الحكومات من منع تصدير اللقاحات، مما يجبر شركات الأدوية على السعي للحصول على إذن قبل شحن اللقاح المنقذ للحياة خارج الكتلة.

واختتمت تقريرها بالقول إن غضب الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي يتركز بشكل خاص على أسترازينيكا، التي تنتظر الحصول على ترخيص للقاح في الاتحاد الأوروبي، لكنها أبلغت الجمعة الماضية عن نقص كبير في الإنتاج.

وكتب رئيس الوزراء السابق في صحيفة الإندبندنت ، حذر من أن الفيروس كان حتى الآن “أذكى وأسرع منا” وقال إن هناك حاجة إلى “نهج جديد تمامًا” إذا أرادت البشرية مواكبة المرض وتجنب ظهور مرض جديد. سلالة مقاومة للقاحات.

المصدر: وكالات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *