“إما أن يكون المواطن مغربيا أو غير مغربي”… مغاربة أحرار سيوجهون رسائل تفيض حبا للمملكة الشريفة من قلب باريس نكاية في مُحرقة العلم الوطني
لم يتأخر الرد طويلا على الانفصالية التي أحرقت العلم المغربي بقلب باريس، إذ بعد الخرجات والتعليقات الغاضبة للمغاربة والمغربيات سواء على أرض الواقع بجانب تلك التي ضجت بها كل مواقع التواصل الاجتماعي على مدى الأيام التي تلت الحادث الاستفزازي. (لم يتأخر الرد) وهذه المرة من قلب باريس، إذ ستعرف ساحة “تروكاديرو”، الأحد المقبل ابتداء من الساعة الواحدة بتوقيت عاصمة الأنوار، خروج عدد من الجمعيات المغربية المتواجدة بفرنسا للجهر وبصوت واحد برسالة واحدة مفادها “ما تقيسش علم بلادي”، وبشعار مركزي عنوانه “الله الوطن الملك”، ويعد هذا الشكل الاحتجاجي انتفاضة وتعبيرا من المهاجرين المغاربة الحقيقيين والصادقين ضد كل عدوان سافر يستهدف رموز الوطن.
وستوجه خلال هذه الوقفة الرمزية والحضارية عدة رسائل، خصوصا لتلك الحفنة من الخونة الذين حضروا وقفة إحراق العلم على يد تلك النكرة التي باعت شرفها رفقتهم للشيطان، ولجهات ومنظمات خارجية تستعدي الوطن وتبحث عن أي فرصة لزعزعة استقرار أمننا الوطني على يد تلك الشرذمة الضالة لقاء ثمن بخس. ما يكشف بالملموس المستوى الذي وصل إليه هؤلاء والجرائم التي يرتكبون في حق وطن انتموا إليه يوما وتقاسموا كسرة خبز مع أبنائه.
ومن بين الرسائل التي ستوجه أيضا خلال هذا الحدث بأن المغاربة يمكن أن يتساهلوا مع أي شيء إلا المس بالوطن ورموزه بدءا من المؤسسة الملكية أو الشعب المغربي أو المؤسسة الأمنية أو العسكرية أو هذه الأرض الطيبة… فأي حقد هذا الذي أعماكم وبلغ بكم حد إحراق علم بلد تنازلتم عن الانتماء إليه فما دمتم فرطتم في تلك الرابطة التي تصلكم بحبل الحب والانتماء والولاء للمغرب، فدعوا البلد ومقدساته بعيدا عن مزايداكم وتجارتكم الرخيصة والبور.
رسالة أخرى ستبعثها وقفة الوطنيين الأحرار من قلب باريس، أنه في الوقت الذي ينعم فيه هذا البلد الأمين بالأمن والاستقرار والرخاء، لدرجة أصبح معها مضرب المثل عالميا. نجد حثالة عاطلين عن العمل ويعيشون على المساعدات الاجتماعية والصدقات في أوروبا، يحملون قبعات انفصالية وينتحلون صفات “ناشطين حقوقيين”، تارة أو “صحافيين”، أو “مراقبين”، تارة أخرى، أو “معلقين على الأحداث”… لهم ارتباطات بجهات ومنظمات مشبوهة، لتحقيق “أهداف” تصب في النيل من وحدة واستقرار هذا الوطن الضارب في عمق التاريخ.
وستجدد هذه الوقفة كذلك التأكيد على العبارات الدالة التي وردت في خطاب جلالة الملك بمناسبة الذكرى الـ 34 للمسيرة الخضراء، “وبروح المسؤولية، نؤكد أنه لم يعد هناك مجال للغموض أو الخداع; فإما أن يكون المواطن مغربيا أو غير مغربي، وقد انتهى وقت ازدواجية المواقف والتملص من الواجب، ودقت ساعة الوضوح وتحمل الأمانة; فإما أن يكون الشخص وطنيا أو خائنا، إذ لا توجد منزلة وسطى بين الوطنية والخيانة، ولا مجال للتمتع بحقوق المواطنة والتنكر لها، بالتآمر مع أعداء الوطن”.
وستكون وقفة باريس فرصة للتذكير لعل الذكرى تنفع، بأن حب الوطن غريزة ومبدأ متأصل في كيان الفرد ولا علاقة له بأي شكل من الأشكال بما قدم هذا الوطن للفرد وما أعطاه، فالمسألة ليست مبنية على “تبادلية المنافع”، أو “الريع”، و “الربح المادي”، و”المقابل” وإنما هي قضية خارج كل حسابات وفوق حتى الأفراد، فنحن نحب وطننا رغما عنا وفي الضراء قبل السراء، فالكل مثلا يعرف كيف نكل أهل مكة بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ورغم كل ذلك هذا لم يقابل النبي صلى الله عليه وسلم وطنه بأية كراهية ولم يظهر أي ميول انتقامية، وإنما أعلنها صراحة بأنها أحب بلاد الله إليه، ولولا أن أهلها قد أخرجوه ما خرج منها، فليراجع البعض حساباتهم قبل فوات الأوان فالأفراد زائلون وعابرون وذاهبون، لكن هذا الوطن سيظل شامخا بفضل الرابطة التاريخية بين الملك وشعبه الوفي.