إغلاق تام في فرنسا في أول يوم من ثاني حجر صحي لمواجهة تفشي فيروس كورونا بالبلاد
بعد موسم صيف شهد تخفيفا كبيرا للتدابير التي فرضت في مارس/آذار لمواجهة فيروس كورونا، اتخذت فرنسا الخميس خطوات مشددة وفرضت إجراءات جذرية لضبط الأنشطة الاجتماعية للسكان في ظل الارتفاع الكبير وغير المسبوق لعدد الإصابات في أنحاء البلاد فيما يعد مقدمة لموجة ثانية أشد شراسة من مرض كوفيد-19.
وأصبحت البلاد الجمعة على إغلاق تام لأبواب المطاعم والمقاهي وهيئات خدمية أخرى تعد غير ضرورية. وسيمنع السكان من مغادرة منازلهم دون تصاريح وهو ما يعيد إلى الذاكرة تدابير العزل المنزلي الصارمة التي شهدها العالم مطلع الربيع.
وستغلق الحانات والمطاعم أبوابها حتى ديسمبر/كانون الأول وسيتم الحد من إمكان السفر بين مناطق البلاد، وفق ما أفاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الأربعاء. وقال ماكرون “كما هو الحال في أجزاء أخرى من أوروبا، نواجه موجة ثانية تفوق طاقتنا وأصبحنا نعرف أنها ستكون على الأرجح أكثر صعوبة وفتكا من الأولى”، على الرغم من أنه أكد أن تدابير الإغلاق هذه المرّة ستكون أقل تشددا.
وستبقى المصانع ومواقع البناء مفتوحة كما دور الحضانة والمدارس، بالرغم من أنه سيكون على الأطفال حتى في سن السادسة وضع كمامات.
وفي كلمته التي ألقاها الخمسي رئيس الوزراء الفرنسي، قال كاستيكس “كنا نتوقع موجة ثانية من الإصابات بكوفيد-19 لكن أي بلد لم يتوقع تسارعها بهذه الوتيرة المفاجئة والسريعة”. وأوضح “لطالما دعوت إلى توخي الحذر. البعض الذي يقول لنا اليوم إنه كان علينا التحرك وبشكل أكثر حزما أو أننا لم نتخذ تدابير كافية زعموا في حينها أننا كنا نفرض إجراءات كثيرة”.
وبالنسبة إلى النشاط المهني “يجب العمل من المنزل قدر الإمكان” موضحا أنه “في القطاع الخاص يجب العمل من المنزل خمسة أيام من أصل خمسة لكل الوظائف التي يمكن القيام بها عن بعد”. وأعلن أنه “علينا الاستمرار في العمل قدر الإمكان بالطبع ضمن شروط صحية وقائية مع وقف بالطبع تفشي الفيروس لأن البطالة والفقر قد يقتلان أيضا”. وقال إن الشركات التي تنظم الفعاليات و”دور السينما والمسارح” ستغلق. لكن المتحدث باسم الحكومة غابرييل أتال أعلن أن الحدائق العامة والأسواق يجب أن تبقى مفتوحة.
كما أن دولا أوروبية أخرى تشدد القيود على الأنشطة الحياتية المعتادة، إذ فرضت إيرلندا إغلاقا الأسبوع الماضي بينما طبّقت إسبانيا وإيطاليا قرارات حظر تجوّل وأعلنت قيودا على السفر.
وقرّر الاتّحاد الأوروبّي، خلال قمّة الخميس، تخصيص 220 مليون يورو لنقل المصابين بكوفيد-19 من دوله الأكثر تضرّرًا من الجائحة، إلى أُخرى توجَد فيها أسرّةٌ شاغرة في المستشفيات.
الوضع الوبائي في فرنسا
تجاوزت حصيلة الوفيات الناتجة عن كوفيد-19 في فرنسا الخميس 36 ألفا، عشية بدء سريان حجر جديد أقرته الحكومة لمكافحة موجة ثانية من الفيروس.
وتوفي 36020 شخصا عقب إصابتهم بفيروس كورونا، بينهم 250 خلال آخر 24 ساعة، وفق معطيات رسمية نشرها جهاز الصحة العام الفرنسي.
وارتفع عدد المصابين في أقسام الإنعاش والرعاية المركزة إلى 3147 بعد استقبالها 395 حالة جديدة قبل يوم و2278 حالة في الأيام السبعة الأخيرة.
أما عدد الأسرّة في الإنعاش، الذي كان قد ارتفع من 5100 إلى 5800 عقب الموجة الوبائية الأولى، فقد تم رفعه إلى 6400 بداية الأسبوع ويُفترض أن يتجاوز قريبا 7 آلاف، وفق وزير الصحة أوليفييه فيران.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الأربعاء “مهما فعلنا، سيكون هناك نحو 9 آلاف مريض في الإنعاش بحلول منتصف نوفمبر/تشرين الثاني”، وهو عدد أعلى من المسجل خلال ذروة الموجة الأولى في أبريل/نيسان (7 آلاف).
وسُجّلت 2607 حالة استشفاء إضافية بسبب كوفيد-19 منذ الثلاثاء، و15786 حالة خلال سبعة أيام. بذلك صارت المستشفيات الفرنسية تستقبل 21160 مصابا بفيروس كورونا.
ورُصدت 47637 إصابة جديدة منذ الأربعاء في حين ارتفع معدل الفحوص الإيجابية بشكل كبير ليصل 19,4 بالمئة مقابل 18,6 بالمئة قبل يوم و4,5 بالمئة بداية سبتمبر/أيلول.
توقعات بحدوث موجة ثالثة
وقال وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران الخميس إنه لا يستبعد حدوث موجة ثالثة لجائحة فيروس كورونا وصرح لراديو “فرانس أنفو” بأنه قد يكون هناك نحو مليون شخص مصاب بالفيروس في فرنسا في الوقت الراهن.
على صعيد آخر قال غابرييل أتال المتحدث باسم الحكومة لراديو (آر.تي.إل) الخميس إن المتنزهات ستظل مفتوحة في باريس خلال فترة الحجر الصحي العام الجديدة ولن تُغلق مثلما حدث من قبل.
وقال البروفيسور جان فرانسوا دلفريسي المستشار العلمي للحكومة اليوم الخميس إنه قد يتعين تمديد إجراءات الحجر الصحي العام الجديدة التي فرضتها فرنسا بعد الموعد النهائي المحدد لها في الأول من ديسمبر/كانون الأول.
أ ف ب/ رويترز