إبن باب دكالة وأفتخر
معاد مرفوق
أنا ابن باب دكالة وبالضبط حي درب سيدي مسعود ولدت وترعرعت ودرست فيه، وما زلت مرتبطا به إلى يومنا هذا ولا تحلو لي الكثير من الطقوس إلا هناك. هذا الحي مدرسة خرجت أجيالا في كل المجالات، هو بيئة للإبداع ومحضن للتفوق. عادي جدا، كباقي مناطق البلاد، أن يعرف مظاهر انحراف بعض شبابه الذين هم في النهاية ضحايا سياسات فاشلة وغياب بدائل وتهميش متعمد وعجز المؤسسات المنتخبة التي دبرت شؤونه لعقود من الزمن.
مظاهر الانحراف لم تغب عنه منذ وعت عيني على الحياة هناك، ولكن كان دائما بجانبها التيار الواسع من أسر وأبناء هذا الحي، وهم تلاميذ وطلبة مجدون ورياضيون وفنانون ناجحون وجمعويون وناشطون يضحون من أجل هذا الحي.
ما نعيشه فعلا حصلة ولكن ما ارتكبته السياسات جريمة.
ما يعيشه المغاربة حصلة بسبب حالة الانحباس السياسي والاقتصادي والاجتماعي التي يدفع ثمنها المغاربة المساكين الذين لا واسطة piston لهم يسند طلبات تشغليهم او تطبيبهم أو تعليمهم أو انخراطهم في نوادي رياضية كبيرة، وما يعيشه الشباب فعلا حصلة لأنهم تركوا عرضة لتجار ومروجي المخدرات الصلبة التي تغزو المنطقة ولا من يقاومها من الجذر ليتصدى للمروجين الكبار.