أيمن بن سليمان : موهبة جديدة في السينما المغربية يفوز بجائزة في مهرجان طنجة
فازت الدورة الـ 23 لمهرجان الفيلم الوطني بطنجة، واحدة من أرقى مهرجانات السينما في المغرب، بتتويج مخرج شاب وموهوب، أيمن بن سليمان. من مدينة الدار البيضاء، نجح أيمن بن سليمان في ابهار الجمهور بفيلمه الأول “بقايا”، الذي فاز بجائزة أندية السينمائيين خلال هذا الحدث المميز.
بعد حصوله على شهادة الماجستير في السينما الوثائقية من جامعة عبد المالك السعدي في مرتيل، انطلق أيمن بن سليمان في رحلة سينمائية مثيرة أدت به إلى صنع فيلم “حطام”. هذا الفيلم التجريبي الذي يستمر لمدة 17 دقيقة يغمر المشاهدين في أعماق الذاكرة والتاريخ، باستخدام مدينة طنجة كخلفية حية.
”بقايا” يستكشف العلاقة المعقدة بين الذاكرة الشخصية والجماعية، من خلال الكشف عن العديد من الطبقات التاريخية التي تتداخل في فضاء المدينة. من خلال صور مثيرة وسرد شعري وجمالية بصرية متقنة، يدعو المخرج الجمهور إلى استكشاف تأثير الذاكرة على فهمنا لأنفسنا وللعالم من حولنا.
يقدم الفيلم جولة في شوارع طنجة الخلابة والمناظر الساحرة، مما يسمح للمشاهدين بالاتصال بآثار الحضارات القديمة وبآثار العهود الاستعمارية والحركات الاجتماعية والثقافية المعاصرة. كل هذه الطبقات من التاريخ تركت بصمتها على المدينة وعلى الأفراد الذين يعيشون فيها، ويبرز “بقايا” هذه الآثار بشكل مبهر.
اختار أيمن بن سليمان نهجًا شعريًا لإحياء تجارب الأفراد والجماعات، باستخدام الأنقاض والحطام من الماضي كرموز قوية تمثل هشاشة الذاكرة وصمود الروح البشرية. عمل المخرج بالتعاون مع المنتج حنين الحسين لإنتاج هذا الفيلم، بهدف تقديم تجربة سينمائية غامرة ومؤثرة.
”بقايا” يدعو المشاهدين للتفكير في علاقتهم الخاصة بالذاكرة والتاريخ، وفي الوقت نفسه يثير الفيلم وعيًا حول كيفية تضافر تجاربنا الشخصية في سياق أوسع. الفيلم يشجع على تفكير عميق في مواضيع عالمية تتعلق بالذاكرة والتاريخ.
مع “بقايا”، أثبت أيمن بن سليمان موهبته الواعدة كمخرج وقدرته على جذب قلوب وعقول المشاهدين. استكشافه الفني للذاكرة الجماعية يعزز مكانته في الساحة السينمائية المغربية المتجددة باستمرار، ويثير الحماس لمشاريعه المستقبلية. كما تم اختيار الشاب المخرج رسميًا للمشاركة في مهرجان نوليوود السينمائي في تورونتو، مما يمثل بداية رحلته في عالم السينما العالمية.
في النهاية، أيمن بن سليمان وفيلمه “بقايا” هما مصدر إلهام للمخرجين الناشئين وإضافة قيمة للساحة السينمائية المغربية المتغيرة باستمرار. نتطلع بشغف إلى رؤية كيف سيواصل هذا الفنان الموهوب استكشاف أعمق أطياف الذاكرة والتاريخ.