3 نونبر 2024

“أنا الذئب ياااا يوسف”.. عمل شعري جديد للشاعر صلاح بوسريف

“أنا الذئب ياااا يوسف”.. عمل شعري جديد للشاعر صلاح بوسريف

عن دار أغورا للنشر، بطنجة، وهي دار جديدة، انضافت إلى دور النشر المغربية النوعية، صدر للشاعر صلاح بوسريف، عمل شعري جديد بعنوان مفارق ومثير، مثلما نقرأ، عادة، في عناوين الشاعر نفسه، «أنا الذئب يااااا يوسف»، ما يحيل منذ البداية على النص القرآني، وعلى قصة يوسف مع إخوته. لكن، المفارقة هنا، المتكلم هو الذئب، الذي برز حاضرا بدل الإخوة، والعمل الشعري، حين نقرأه، يأخذنا إلى سياقه الذي أتاح فيه للذئب أن يكون هو البارز، على اعتبار أن الذئب لم يكن طرفا في ما حدث ليوسف، فهو أقحم في الحكاية، أي باعتباره ضحية، وليس آثما.

في هذا العمل الشعري، الذئب يرافع على نفسه، كما أن يوسف يخرجه من سياق الإثم الذي وضعه فيه إخوته، الآية نفسها تبريء الذئب، ليظهر، في طبيعة هذا العمل، أن الإنسان، في نهاية المطاف، هو الذئب، كما يقول الذئب نفسه، وأن «الإنسان ذئب لأخيه الإنسان»، بعبارة هوبز الشهيرة.

هذا العمل الشعري، هو نص واحد، في كتاب. يتوزع عبر لحظات، اللحظة الأولى بعنوان [شرك الذئب ] والثانية بعنوان «الذئب خيال إخوتي»، والثالثة بعنوان «كلانا من نفس الريح جئنا».

يعمل صلاح بوسريف على تعميق تجربته، من خلال مشروع شعري متفرد ومتاميز، يسميه حداثة الكتابة، الذي فيه يقطع مع «القصيدة»، ومع مفهوم «الخطاب»، ليؤسس لمفهوم «النص» و «العمل الشعري»، من خلال أعمال ذات نفس ملحمي درامي، بناؤه متشابك، بلوري متعدد الأضلاع والزوايا، الكتابة ما يحكمه لا الشفاهة والصوت المفرد، أو الغنائية التي هي من خواص «القصيدة» والخطاب.

اللغة في هذا العمل الشعري، ليست ما يحكم قراءة النص، بل دوال أخرى، بينها التفضية، وتوزيع الصفحات، والصمت والفراغ، وما للإيقاع من دور في تشبيك الصور والجمل، وتركيبها، بمجازات معقدة ومثيرة. وصلاح بوسريف صدر له أخيرا كتاب، بعنوان «شعرية الصمت»، فيه يؤكد على قراءة الشعر بمجموع دواله، لا باللغة وحدها، أو بالحبر، لأن هذه عنده، «قراءة عمياء».

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *