29 مارس 2024

ناصر الزفزافي…. كبيرهم الذي علمهم الانفصال وعراب المؤامرات في الريف الحبيب

ناصر الزفزافي…. كبيرهم الذي علمهم الانفصال وعراب المؤامرات في الريف الحبيب

كثيرة هي المرات التي ينخدع فيها الناس في شخص ما أو في مبادرة ما مهما بدت نواياها حسنة في الظاهر، بل وقد يجر الإنسان بوعي أو بدونه الخراب على وطنه فقط لأنه كان ضحية مؤامرة تضليلية متقنة ومتكاملة الأركان.
المناسبة شرط كما يقول الفقهاء، وللمساعدة أكثر على الفهم فلنعد الحكاية من بدايتها ولنعمل نعمة العقل التي وهبت لنا لفهم ما يحدث اليوم في الريف الحبيب بعيدا عن العاطفة والانفعال وأي دغدغة للمشاعر، لأنه وفي لحظة رد الفعل والغضب والانفعال قد يشارك الإنسان في مخططات ومؤامرات تضر به وبوطنه.
ستكون محاولة تركيب مشاهد ما يقع في ريف المغرب بدءا من الحادث المأساوي أي مقتل محسن فكري، والذي هز حقيقة المغرب وتأثر له الكثيرون وخرجوا في ربوع الوطن حتى لا يتكرر ما حدث وكان التعامل الأمني بالنضج اللازم، إذ لم يسجل أي قمع لأي احتجاج في هذا الباب، وفي الجهة الأخرى أي بالحسيمة خرج شباب بشكل عفوي للتضامن مع عائلة محسن فكري، في مصابهم دون رفع أي مطالب اجتماعية أو أي شيء من هذا القبيل وهو أمر ينبغي التسطير عليه بألف خط، بل كان المطلب هو الكشف عن حقيقة وملابسات الحادث وإلى هنا كان كل شيء يبدو عاديا قبل أن يظهر شاب يدعى ناصر الزفزافي، التحق فيما بعد بصفوف المحتجين ساعدته قدرته الجيدة على الحديث بالريفية والعربية على التأثير في كل من وجد حوله اعتقادا منهم أنه متأثر بدوره بالحادث، كانت محاولاته الأولى ناجحة بحيث أقنع كل من تحلق حوله بضرورة الاعتصام حتى قدوم وكيل الملك والوالي وبعد ذلك بساعات قليلة أظهرت الدولة حسن نواياها وحل المسؤولون بعين المكان بغرض الحوار وتنفيذ المطالب التي رفعها الشباب، لكن الغريب كان أنه وفي كل لحظة يتم الاستجابة لمطلب تظهر مطالب أخرى وكأن المسؤولين الذين حضروا يملكون عصا موسى بل وحتى عصا موسى لم تكن لتنفذ ما يطلبه ناصر الزفزافي، والملتفون حوله علما أن هناك مجموعة من المشاريع التي كانت مبرمجة لتنمية الحسيمة والتي كان أمر تنفيذها مسألة وقت لا أقل ولا أكثر وليس تعنتا من الدولة أو تهربا من مسؤولياتها.
ضغط المحتجون أكثر من أجل إقالة الوالي الذي كان يتحاور معهم وكان لهم ما أرادوا إذ أصدرت الدولة قرارا بعزله توالت بعد ذلك المطالب كإقالة مندوب الصيد البحري وعدد من المسؤولين الآخرين وفعلا تم عزل وإقالة العديد منهم رغبة من الدولة في التجاوب وإبقاء الباب مشرعا للحوار مع المحتجين، بل وحرصها على الحفاظ على شعرة معاوية رغم أنه كان بإمكانها اللجوء لخيارات أخرى معمول بها في أعرق ديمقراطيات العالم.
كان هذا هو الجزء الظاهر من الحكاية أو الفصل الأول لما يسمى اليوم بحراك الريف ولم تكتفي الدولة بالإقالات بل سرعت من عجلة التنمية بالحسيمة وعجلت بالأشغال في الطريق السيار وكورنيش الحسيمة بل وتم توظيف عدد من أبناء الريف الحبيب في عدد من المصانع بطنجة تحديدا كما التزم الوالي الجديد اليعقوبي بمنح بقع أرضية مجانية للشباب مع إعفاء ضريبي لمدة خمس سنوات للراغبين في إقامة مشاريعهم الخاصة إلى غير ذلك من المبادرات التي تحسب للدولة في تفاعلها مع الحراك الذي يقدم على أنه اجتماعي.
ما حدث بعد كل هذا التفاعل من جانب واحد أي من جانب الدولة كشف حقيقة أن مطالب الثلة المحتجة ليست اجتماعية أو اقتصادية أو حتى حقوقية. لأنه وبكل بساطة وفي أي تجربة احتجاجية حين تقدم لك كل هاته الهدايا دفعة واحدة يجب أن تعتبر نفسك منتصرا وحققت شيئا ما وتخفف من حدة لهجتك وخرجاتك للشارع لأن أي دولة في العالم لن تقبل أن تمسك بالمكاسب بيد وتحرك الاحتجاجات وتزرع القلاقل بيدك الثانية، وكأن متزعمي هذا الحراك وعلى رأسهم الزفزافي يظهرون شيئا ويبطنون أشياء أخرى وكلما مدت الدولة ذراعيها للمحتجين أعرضوا عن ذلك ودخلوا في سيناريو بئيس من المزايدات بل وطالب من نصب نفسه زعيما عليهم بين عشية وضحاها بأن يجلس الملك محمد السادس شخصيا على طاولة الحوار! إنه والله لا الحمق بعينه وجرأة ما بعدها جرأة بل وفهمت تنازلات وتفهم الدولة للمطالب وسلاستها وتحضرها في التعامل مع الاحتجاجات المتكررة على أنها ضعف رغم ما كان للدولة من سند قانوني وأمني…. لفض الاحتجاجات ولو تطلب الأمر استعمال القوة دون أن ينبس أحد بكلمة كيف لا وكل ما يشرعن لهذا التدخل لإعادة الأمور لنصابها كان متوفرا رفع أعلام غريبة عن المغاربة، عوض رفع الأعلام الوطنية التي توحدنا وتميزنا كشعب وسط الأمم، حرق مقر اتخذ مقرا لإيواء عناصر الأمن، مهاجمة ثكنة عسكرية بالحسيمة، وغير ذلك من الاستفزازات المتكررة والمرفوضة.
لقد حادت الاحتجاجات كما تبين عن سكتها الصحيحة بل وبات ناصر الزفزافي، الذي نصب نفسه زعيما للحراك على حين غرة لا يسمع سوى لصوته ولا يستشير سوى نفسه ويخون كل من يختلف معه في الرأي ويحاول تنبيهه وتحذيره من مخاطر ما يقدم عليه بل وينفذ تعليمات وتوجيهات انفصاليي الريف الذين يقيمون بعدة دول أوروبية كهولندا وبلجيكا وألمانيا… بحذافيرها مقابل الحصول على المال فالمال يلين الحديد ويغير المواقف ويجعلها خاضعة لمن يدفع أكثر لأن الانفصالي لا ملة له ولا دين.
فالمطالب التي ترفع حاليا ومنذ شهور وكذلك الشعارات لا علاقة لها بأية مطالب اجتماعية أو اقتصادية أو حقوقية ولو كان الأمر كذلك لتم التجاوب مع ما قدمته الدولة ومازالت تقدمه من عروض سخية عوض الدفع بعصيان مدني تارة، ودعوة أبناء الإقليم من المهاجرين إلى سحب أموالهم من البنوك المغربية تارة أخرى بل وعدم زيارة المملكة في الصيف لحرمانها من عائدات العملة الصعبة…
وحتى نسمي الأشياء بمسمياتها ولا نطلق الكلام في الهواء نسوق في هذا الصدد عدة أدلة على الأهداف الانفصالية التي تحرك ناصر الزفزافي ومن يحوم في فلكه:
* لماذا لجأ الزفزافي في المسيرة الأخيرة إلى الاحتماء بالأجانب ولعل الصورة التي جابت الفايسبوك قالت كل شيء بعد استقواء الزفزافي بأبطال أولمبيين وعالميين في الملاكمة والفول كونتاكت بينهم هولنديين وإسبان وهو ما يذكرنا بالبوديكاردات والحراس الشخصيين الذين يستخدمهم زعماء الشيعة في الحراسة، فمما يخاف الزفزافي؟ أو أنه يحاول بعث رسالة للخارج وكأنه البطل المغوار الذي يخشى على سلامته وكأن المغرب يعيش في زمن السيبة ما جعل حتى المقربين منه يستغربون للأمر وكيف تحول الزفزافي من محتج عادي إلى زعيم للحراك يسوق نفسه وكأنه فوق الجميع.
* يشتغل الزعيم الورقي في مخطط جهنمي بتنسيق مع انفصاليين ريفيين يعيشون بالخارج هدفه خلق الفوضى بالمغرب بل هناك معطيات تشير إلى تحرك هؤلاء الانفصاليين في اتجاه تأسيس لجنة تحضيرية يجتمع فيها كل أعضاء التنسيقيات الموجودة بالخارج للمطالبة باستقلال الريف عن المغرب بدليل ما يرفعه هؤلاء من شعارات انفصالية في العواصم الأوروبية وما ينشرونه من خلال مقالات مدفوعة الأجر في صحف أجنبية في إطار مشروع يسوق للانفصال بمعنى أن الزفزافي يخدم المشروع الانفصالي بالداخل فيما يخدمه ممولوه بالخارج وإن كان الزفزافي ينفي ذلك لكونه يدرك أن المغاربة وفي مقدمتهم الحسيميون سينقلبون عليه إن هو جاهر بالانفصال ومع ذلك فكثيرا ما تخونه العبارات ويتحدث بعصبية منقطعة النظير عن الريف ويكرر في كل خرجاته الريف الريف الريف… وكأنه وصي على الريف وحصل على تفويض شعبي من سكانه ولا يتحدث أبدا عن المغاربة ولم يستحضر يوما عبارة الوطن أو المغرب رغم أن جزءا من المشاكل التي توجد بالريف توجد بعدة مدن مغربية ويتقاسم الجميع جزءا من هاته الأوضاع وأصبح هذا القادم من المجهول الأداة التنفيذية للمشروع الانفصالي داخل الريف المغربي ولعل لسانه خانه حينما قال الاستعمار الإسباني خير من الاستعمار العروبي.
* تراب الريف ملك لكل المغاربة وليس من حق حفنة من الانفصاليين تحدي المغاربة ومحاولة زرع بذور التفرقة بينهم باسم أية نزعة أو نعرة من النعرات فحينما يحضر الوطن تذوب كل الفوارق وكل النزعات وكل الأعلام والرايات فلا قداسة سوى للوطن ولراية وعلم المغرب.
إن من بين أرقى صور وأشكال حب الوطن هو ما قاله والد المرحوم محسن فكري الذي رفض استغلال ملف إبنه لزرع الفتنة في المغرب وللإساءة للوطن ورغم هذا كله يصر الزفزافي ومن والاه في الداخل والخارج على محاولة النفخ في الكير وإشعال نار التفرقة خدمة لمخططات أجنبية تريد المس باستقرار الوطن.
إن المغاربة طيبون ومتسامحون للغاية وقد يتنازلون ويصفحون ويغفرون الخطأ إلا أنهم لا يتسامحون مع خونة الوطن والراغبين في إشعال نار الفتنة إرضاء لأسيادهم في الخارج مقابل حفنة أوروهات قذرة.
إن تحركات الزفزافي المشبوهة والمسيرات التي لا تهدأ لأهداف انفصالية تدعو الدولة وتسائلها من أجل التحرك وإعادة الأمور لنصابها وحماية مصالح الناس وممتلكاتهم وتجارتهم من العطالة لأن كل مسيرة أو وقفة تصيب المدينة بالشلل بل وتنفر حتى السياح من زيارة الحسيمة أو الاستثمار فيها فمن سيجرؤ على إنشاء مشاريع في مدينة تصورها وسائل الإعلام الأجنبية وكأنها بؤرة للتوتر.
إن الزفزافي يساهم هو وزمرته من حيث لا يدرون في قتل الحياة في المدينة بل ويعادي حتى المستثمرين حين يقول لا نريد أن يستثمر الخليجيون في مدينتنا حتى لا يدنسوننا فأي عاقل يتقبل هذا الكلام الخالي من الرصانة والمنطق وهل ترفض أي دولة في العالم مواطني دول معينة وتمنعهم من الاستثمار فيها.
والتساؤل الذي يبقى مشروعا بعد أن تحدثنا عن الزفزافي ومن يحركه لماذا الخروج ورفع هاته “المطالب”، في هذا التوقيت تحديدا ألم يكن من الأولى رفعها في وقت سابق مادامت المنطقة تعيش تهميشا كما يدعي أنصار الحراك منذ زمن؟ ولماذا انتظر المدعو ناصر الزفزافي كل تلك السنوات وتحديدا لحظة موت محسن فكري، للركوب على الحادث الأليم كي ينصب نفسه زعيما من ورق إن اختزال فكرة المطالب في شخص ناصر الزفزافي، لهو أكبر خطأ لأن من شأن ذلك أن يدفع لتقديس الشخص لا الفكرة وبالتالي ولو كان الزفزافي يتجه كما هو الحال اليوم ليصطدم بالحائط فلن يعارضه أحد وبالتالي فإنهم صنعوا منه آلة مدمرة ستدمر نفسها قبل أي شخص آخر لأن للوطن إلها وملكا وشعبا يحميه.

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *