29 مارس 2024

لا أدري ماذا أصاب الصحافيين !

لا أدري ماذا أصاب الصحافيين !

 

اليزيد البركة

كانت النقابة الوطنية للصحافة نقابة خاصة بأرباب المقاولات الصحافية ، وكان الصحافيون تحت وطأة قوانين جائرة وسلطات تنفخ أوداجها لأقل سبب من جهة وتحت ضغط أرباب المقاولات النفسية والمعنوية حتى لا يتم التقارب بين الصحافيين . كان الوضع قاسيا وكانت الحرب النفسية شديدة بزرع الإشاعات حتى أصبح الصحافيون في كل مقاولة يحيط بهم سياج حديدي سميك وأي تقارب بين صحافي من مقاولة مع صحافي من مقاولة أخرى تأتيك التحذيرات من كل الجهات بأن ذلك الصحافي مخبر للأجهزة الأمنية، أو في أحسن الأحوال يطلبك رب المقاولة ويقول لك إن النقابة ( نقابة أرباب المقاولات الصحافية ) تقوم بجهود كبيرة لأجل الصحافيين وأن من يحضر معكم من الصحافيين يرفعون التقارير إلى أرباب الجرائد . كثير من الصحافيين أصيبوا بالإحباط من مثل هذه الحرب النفسية .

لكنني لن أنسى العدد القليل من الصحافيين الذين أصروا على الصمود ضد الإعصار كان هناك ابراهيم كامل من لاماب وهو الأكثر فينا رحمه الله بأصوله الفيكيكية على المواصلة وبعناد وهناك محمد باهي أعتقد في البداية عندما انطلقنا كان يشتغل في الأنباء ثم فيما بعد الميثاق الوطني ثم عمر الزغاري الذي لم ترحم له أبدا جريدته المساهمة في الاستمرار في الاجتماعات وهناك أسماء أخرى لم أعد أتذكرها .

كثير من المرات نصاب باليأس ولكن التقينا كمجموعة عنيدة جدا ، تكررت المحاولات حتى بدأ الصحافيون يحسون بأن مطلب منظمة خاصة بالصحافيين تدافع عن مصالحهم المادية والمعنوية شئ لا غنى عنه وبدأت الأسماء تلتحق بعد سنوات من المحاولات المتكررة وأكيد أن الزميل الزغاري ما يزال يتذكر تفاصيل تلك المرحلة .

لكن بالرغم من أن القانون كان شديد الوطأة وبالرغم من أن العلاقة بين الصحافيين وبين أرباب المقاولات كانت سيئة وبالرغم من الأوضاع المادية للصحافيين كانت في الحضيض فإن الصحافي المهان يستطيع بسرعة أن يلقى الدعم والدفء من الصحافيين ومن جريدته ومن المحامين .

ماذا أصاب الصحافيين وقد أصبحت لهم نقابة ؟ لم أعد أتابع الموضوع ولكن أرى أن شيئا ما ليس على ما يرام ويعيق عملها مع أنها تملك من عناصر القوة والتأثير ما تستطيع به أن تحمي الجسم الصحافي من أي شطط.

 

 

 

 

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *